آیة الله اعرافي : مؤتمر الوحدة الاسلامية يؤكد التزام ايران بالقيم الاسلامية السامية
قال مدير الحوزات العلمية الاسلامية في ايران "اية الله علي رضا اعرافي" : إن انعقاد المؤتمر السنوي للوحدة الاسلامية في إيران يعني التزام إيران وخطاب الثورة الإسلامية بالقيم الاسلامية السامية التي تنادي الى الوحدة والتماسك بين المسلمين.
"اية الله اعرافي" قال ذلك في كلمته خلال الاجتماع الافتراضي الذي عقد ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، بدءا من 28 سبتمبر لغاية 3 اكتوبر 2023 في طهران؛ برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.
وافادت "تنـا" ان نص كلمة مدير الحوزات العملية في ايران بهذه المناسبة، هو كالتالي :
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله رب العالمین و صلی الله علی سیدنا ابي القاسم محمد صل الله علی آله الطاهرین و صحبه المنتجبین
أهنئكم بالمولد النبوي الشريف وذكرى ميلاد الإمام الصادق (ع) واخلد اسبوع الوحدة الإسلامية ونرحب بقدوم جميع العلماء والمفكرين الذين شاركوا في المؤتمر الدولي السابع والثلاثين للوحدة الإسلامية بطهران من اقطار العالم الإسلامي ومن مختلف الدول.
إنني أتقدم بالتقدير والشكر الجزيل لمنظمي مؤتمر الوحدة الإسلامية هذا، وخاصة الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية وأصدقائنا الأعزاء فيه.
إن انعقاد هذا المؤتمر السنوي في إيران الإسلامية يعني التزام إيران وخطاب الثورة الإسلامية بالقيم الاسلامية السامية التي تنادي الى الوحدة والتماسك بين المسملين، ومشاركتكم أيها الأصدقاء الأعزاء والعلماء الكبار في مؤتمر الوحدة هذا تعني أن الامة الإسلامية تشعر بالحاجة إلى الوحدة الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، والحقيقة أننا اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى العودة إلى هوية أمتنا الإسلامية والعودة إلى تعاليم الإسلام السامية الموحدة و تعاليم القرآن الكريم ورسول الله (ص)، وعندما نتحدث عن الوحدة الإسلامية والتعاون والتنسيق الإسلامي، فيمكن عرض ذلك على مستويين.
المستوى الأول هو المستوى العميق والأساسي للوحدة والتضامن، والمستوى الثاني هو الطبقات العملياتية والميدانية للوحدة والتماسك الإسلامي. في المستوى الأول وهو الطبقات المعرفية والأساسية لتوحيد العالم الإسلامي ذكرنا أن هناك ثلاثة محاور أساسية يجب على العلماء واصحاب الرأي بناء أسس الوحدة وقواعد وأسس الوحدة و التضامن في تلك الأسس .
الأساس الأول هو المناقشات الكلامية، في العقيدة الإسلامية والأديان الإسلامية، يجب إعادة النظر في أسس هذه الوحدة على المستوى الفلسفي والعقائدي بنظرة أمة واحدة والعالم إلاسلامي الموحد، و، ويجب علينا جميعا أن نكون ملتزمين بالآراء والمعتقدات الكلامية والفلسفية التي تعيد إليه انشاء البنية التحتية للأمة إلاسلامية والوحدة الاسلامية، ولا شك أن ما تعلمناه من القرآن و رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الله هو الواهب كلمة وقواعد عقائدية تعطي التماسك وتوحيد العالم الإسلامي، جميع الديانات الإسلامية، مع حماية الآراء والمعتقدات، الذين لهم قواعد عقائدية وفلسفية توفر وحدة الأمة الإسلامية في علمها ومعرفتها. اللاهوت، ينبغي عليهم تنقيحه وشرحه ونشره
ولا شك أن ما تعلمناه من القرآن و رسول الله (ص) يقدم كلمة وقواعد عقائدية تتوحد العالم الإسلامي،
وعلى جميع الأديان الإسلامية، مع احتفاظها بالآراء والمعتقدات التي لها قواعد كلامية وفلسفية توفر وحدة الأمة الإسلامية، أن تنقحها وتشرحها وتنشرها في علمها ومعرفتها الكلامية.
والثاني - هو الفقه الإسلامي وفقه الأديان، ولا شك أن في فقهنا قواعد واضحة جداً، تشجع الأمة كلها نحو الوحدة والتماسك الإسلامي، والثالث هو الاخلاق الإسلامية، في علم الأخلاق الإسلامية يجب أن تشرح قواعد الوحدة بشكل جيد، ولا شك أن هذه الأطراف الثلاثة لمثلث هي أسس الوحدة الإسلامية، أي كلام الفقه والأخلاق التي توفر الأمة الواحدة والأسس تشكيل أمة واحدة في حضارة واحدة وستكون فريدة من نوعها ومن هذا المنطلق علينا جميعا أن نلقي نظرة على علومنا الدينية الأساسية ونحصل على قواعد مشتركة فيها وبالطبع في هذا العمل العلمي الواسع فنحن بحاجة إلى تعاون واسع النطاق بين العلم والدين في العالم الإسلامي.
ونأمل أن يتمكن هذا المؤتمر من توجيه المراكز العلمية والمؤسسات الدينية والعلمية للأمة الإسلامية نحو أعمال جوهرية وعميقة في معاني وأسس وحدة الأمة الإسلامية وهويتها، ويقودها إلى الأعمال الأساسية المشتركة. حسنًا، هذا هو المحور الأول الذي تحدثنا عنه بشكل أو بآخر في السنوات السابقة، لكن المحور الثاني هو المحور الميداني والعملي للوحدة، ونحن بحاجة إلى تلك الأسس المعرفية وأسس الوحدة في العقيدة والفقه والأخلاق الإسلامية وعلينا أن نفكر في الفعل وميدان العمل، وفي هذا المجال يجب أن ندرك العراقيل ونجد الحلول العملية لتكبيل الأمة الإسلامية ووحدة هذه القوى في الأمة الإسلامية. وإذا أردنا أن نشير إلى معوقات الوصول إلى حصون الوحدة والتعايش والتآزر في هذا المحور الثاني فيمكننا أن نتحدث عن الأمثلة التي ذكرتها.
إحداها سلسلة من العوائق في العقلية وفي ميدان العمل في العالم الإسلامي وبين المسلمين للتقدم إلى جبهة الوحدة الإسلامية والوحدة، وهي عدم الإيمان أو عدم الشعور بإسلامي واحد. "الهوية. هذه حقيقة يجب أن نواجهها. دعونا ننتبه إلى حقيقة أننا في أجيالنا الشابة، وفي سياسيينا، وفي العديد من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي وبين الدول الإسلامية، نحتاج إلى تنمية الشعور بالهوية الإسلامية. ولهذا يجب التفكير في حل. مثل هذه اللقاءات والنقاشات يجب أن تقودنا نحو ثقافنة شعور واحد بالهوية. حسنًا، إلى جانب هذه العقبة التي ينبغي حلها، هناك عقبة قلب الهويات الدينية، قلب الهويات الوطنية والقومية، قلب حكمة الهويات العرقية والعنصرية، كل ذلك يحول دون الإحساس بهوية إسلامية واحدة.
إنها سلسلة من العوائق التي تعيق الوحدة الإسلامية بين المسلمين في العقلية وفي ميدان العمل وفي العالم الإسلامي ، وهي عدم الإيمان أو عدم الشعور بالهوية الإسلامية الواحدة.
هذه حقيقة يجب أن ننتبه إليها في أجيالنا الشابة، وفي سياسيينا، وفي العديد من الشخصيات البارزة في العالم الإسلامي وبين الدول الإسلامية، نحتاج إلى تنمية الشعور بالهوية الإسلامية، وهذا الشعور بالهوية هو الإيمان الوحيد. إن الأسس الوحيدة للهوية الإسلامية ضعيفة، ولهذا يجب أن نفكر في حل، وهذا النوع من اللقاءات والمناقشات يجب أن يقودنا نحو ثقافة الشعور بالهوية الواحدة
حسناً، إلى جانب هذه العقبة التي يجب حلها، فإنها تمنع هيمنة الهويات الدينية، والهويات القومية ، وهيمنة الهويات العرقية والعنصرية، كل هذا يحول دون الشعور بالهوية الإسلامية الواحدة.
صحيح أن العناصر الدينية، والعناصر القومية، والعناصر الإثنية والعنصرية، والعناصر اللغوية والثقافية تلعب دوراً في هوية المسلمين، ولا يستطيع أحد أن ينكر هذه المكونات الدقيقة للهوية بين المسلمين وبين الأمم الإسلامية، لكن النقطة المهمة هي أن هذه الهويات الفرعية لا ينبغي أن تحل محل تلك الهوية الواحدة المشتركة، لذلك فإن العقبة الأولى هي أن إما أن يكون الإيمان بهذه الهوية الواحدة المشتركة ضعيفا، مع الإحساس بهذه الهوية الواحدة هناك اضطراب في العالم الإسلامي، هذا الشعور يطغى عليه شعور الهويات المتناثرة، وقد وضعت هويات دينية وقومية وإثنية وعنصرية ولغوية وثقافية مختلفة، وهذا عائق كبير وينبغي تعزيز الهوية المشتركة للإسلام.
والعائق الآخر هو أن الأمة الإسلامية ليس لديها الإيمان والثقة اللازمين بقدراتها الجماعية. لقد سمعنا جميعا وقلنا مرات عديدة أن هذه الأمة الإسلامية العظيمة، التي تتمتع بالأغلبية والهوية الواحدة في أكثر من 50 دولة إسلامية، وتنتشر في بلدان أخرى على شكل أقليات صغيرة وكبيرة، هي قوة ثقافية ضخمة، العلمية، فلهم البنى التحتية الروحية والاقتصادية والاجتماعية والمتنوعة والمتاحة لهم. هذه القوة الهائلة، هذه السلسلة الكبيرة من المرافق والقدرات والمواهب، إذا كنت تصدق؛ يمكننا أن نتحرك نحو التعزيز.
ويبدو أن هذا عامل آخر لعدم وجود فهم شامل ومتماسك للقوى والإمكانات والمرافق المتوفرة لدى الأمة الإسلامية، وهو أمر يحتاج إلى العمل.
ثالثاً: عدم وجود خارطة طريق تحول دون تعزيز قدرة فكرية ومعرفية واقتصادية وسياسية واجتماعية جديدة تتطلب خارطة الطريق هذه، ولدينا أيضًا ضعف في خارطة الطريق هذه.
رابعاً: عدم وجود آلية لحل الصراعات في العالم الإسلامي.
هناك خلافات مختلفة في العالم الإسلامي، وسنعاني من هذه المشاكل حتى تتوفر لدينا آلية داخلية عقلانية لحلها والوصول إلى نقاط مشتركة.
خامساً: انتشار الأفكار المتطرفة؛ الأفكار التي لا تحب الوحدة، تكفر وتغلق الطريق أمام الحوار والتفاعل. وأؤكد مرة أخرى أن الدفاع المنطقي عن كل دين وحمايته بين أتباعه لا ينكر. والمناظرات العلمية بين الديانات الإسلامية محفوظة في مكانها. لكن من المهم ألا نجد اتجاهًا في أفكار مثل التجديف والاتجاهات الخاطئة؛ وهذه أفكار خاطئة، يؤدي انتشارها إلى انهيار الوحدة في العالم الإسلامي.
وأخيراً: إن إسرائيل غدة تقع في قلب العالم الإسلامي، ووجودها يسبب الفتن والانقسامات؛ وهو عائق كبير في طريق تكوين الأمة الإسلامية.
أعتقد أنه ينبغي علينا تعزيز الأسس المعرفية والفلسفية والفقهية والأخلاقية للوحدة على المستوى المعرفي والأساسي فلنعمقها.
وفي المحور الثاني، وهو محور العمليات والميدان، نحتاج إلى التعاون سواء على مستوى المراكز العلمية والدينية، والمراكز الأكاديمية، والمراكز السياسية، وعلى مستوى الشؤون الاقتصادية، خاصة في قضايا الإعلام والسياحة.
إننا بحاجة إلى أن تتجه الحكومات الإسلامية والأمم الإسلامية والمجامع العلمية في العالم الإسلامي نحو ميثاق واحد يوضح تضامن الأمة في مختلف المجالات العلمية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية. ويصبح أساس التقارب الكبير في العالم الإسلامي. وهذا ممكن، وخطاب الثورة الإسلامية ومحور المقاومة لا يسعى إلى أي فكرة غير الوحدة والتقارب، وأيديهم مفتوحة للتضامن مع جميع المسلمين، ونأمل أن تكون هذه اللقاءات سبيلاً إلى التضامن.
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ]، إن الأخلاق الإسلامية، والدعوة الدائمة إلى الوحدة في العالم الإسلامي، هي أمر أصدره الله لنا جميعا في هذه الآية.
أشكركم جميعا مرة أخرى وأتمنى للأمة الإسلامية التوفيق والتقدم في جميع المجالات.
الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.