باحث سياسي سوري : العدو الصهيوني اعترف بوجود المقاومة كتنظيم لا يمكن كسره ولا تغيبه

باحث سياسي سوري : العدو الصهيوني اعترف بوجود المقاومة كتنظيم لا يمكن كسره ولا تغيبه

اكد الناشط والباحث السياسي السوري "الدكتور محمود الموالدي"، بان "من اثمار الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينة في قطتع غزة، هو الاعتراف الضمني للعدو الصهيوني بالهزيمة من خلال القبول بشروط المقاومين، کما اعترف من حيث لا يحتسب بوجود المقاومة كتنظيم لا يمكن كسره ولا تغيبه".


جاء ذلك في مقال الدكتور الموالدي، خلال ندوة "فلسطين من النهر الى البحر"، التي نظمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وبمشاركة عدد من الباحثين والمفكرين في الشان الاسلامي والسياسي والمقاومة، صباح اليوم الاثنين؛ فيما يلي نصه :-

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني واخواتي الكرام، بداية نتوجه بالتحية والتبريك الى الشعب الفلسطيني العظيم الصامد في غزة والضفة وعموم الشتات.

ونتوجه، من خلال مجمعكم الكريم، الى سادة النصر اقطاب الحق قادة الانتصار في محور المقاومة، من حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني والمقاومة الاسلامية في لبنان والعراق، الى القيادة والشعب اليمني العظيم وصولا الى ام القضية وحاملة راية نصرة المستضعفين الجمهورية الاسلامية الايرانية، ممثلة بقائدها سيدنا ومولانا الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله) والحكومة والشعب الايرانيين الوفيين.

 اذا كان الانتصار قد اثمر فشلا عظيما للكيان الصهيوني وترك داخل هذا النظام الصهيوني تصدعا كبيرا ستكشفه الايام القادمة وحققت المقاومة من خلال محور الشرف والانتصار انتصارا محزوما ليس بكم الدمار بل بالبعد الاستراتيجي، الا ان الثمن كان كبيرا؛ فانتصارنا تغمره الدمعة وفرحتنا تتقاذفها الاحزان بشهادة قائد المقاومة وشهيد الولاية وشهيد الانسانية سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه.

فكان ثمنا باهظا بفقدان قادة المقاومة وزعماء الامة في عصر التفلت وغياب البوصلة؛ كان الثمن باهظا في ضياع سوريا التي تعاني اليوم فقدانا للهوية وضياعا لمفهوم الدولة.
 
لقد قدمت دمشق على طبق من ذهب، للعدو الصهيوني، تعويضا لانتكاساته المتكررة والمتلاحقة، وهزائمه المتنقلة عبر الجبهات، واثبتت معركة "طوفان الاقصى" مصداقية مشروع المقاومة كونها ليس خيارا بل ضرورة تحتمها معالم طريق الشرف والكرامة والتضحية.

لقد اثبتت هذه المعركة بان الصادق والداعم الوفي للمقاومة لا يتخلى عنها مهما كثرت المغريات وتضاعفت التهديدات والضغوط.

کما عبرت هذه المعركة عن ضمير الامة الذي غيّب بفعل الدولار ومغريات الذهب والفضة.

من اثمار هذا الانتصار الاعتراف الضمني للعدو بالهزيمة من خلال القبول بشروط المقاومين، کما اعترف من حيث لا يحتسب بوجود المقاومة كتنظيم لا يمكن كسره ولا تغيبه، لينتقل محور المقاومة بحركاتة وبتنظيماته، من مرحلة الجهاد الى مرحلة الاعداد لان الصراع لم ينته بل فتحت امامنا جبهات جديدة.

لقد اراد العدو الحاق الهزيمة بدواخلنا، اي ان ننهزم من الداخل وان نتخلى عن الحق واهله، وان نلتزم الصمت ثم الارتماء في احضان العدو.

من هنا ومن خلال منبركم الكريم اشدد على حتمية المواجهة مع العدو من خلال تحرير الذات وانكسار ازلام هذا العدو وانها مسيرة ذات الشوكة.

 بالختام احمل تحيات وسلام الشرفاء من اهلنا في دمشق الذين يعانون اليوم التسلط والقمع والاستبداد ومحاولة لتغيير الموقف، لقد اعطانا العدو فرصة جديدة وجدية للمواجهة وفتح جبهة جديدة في سوريا.

احمل دمعات المظلومين من ابنائنا الشرفاء في دمشق وحلب وحمص وغيرها في عموم الجغرافيا السورية وهم يهيئون انفسهم ليمارسوا واجبهم الجهادي لیکونوا في ركب المقاومين نحو النصر الحتمي ان شاء الله.

مبارك لنا النصرو مبارك لنا بالقيادة الحكيمة الواعية التي قادت المعركة بعقل بارد واستطاعت اظهار مكامن العدو وضعفه.

كل التحية والتقدير لكم.