آية الله محمد علي التسخيري في حديث خاص لـ ((الصحوة))
آية الله محمدعلي التسخيري في حواره مع محمد حلمي رئيس مجلس الادارة و رئيس التحرير صحيفة الصحوة
• في البداية سألناه : سماحة الإمام نلاحظ إقبالاً عالمياً على الإسلام رغم العداء الشديد الذي يكنه زعماء الغرب للإسلام ومحاولتهم تشويه الإسلام بالغاشية.
•• أنا أعتقد أن كون الإسلام دينا للفطرة وانسجام الإسلام بوجدان الإنسان من جهة وكون الغرب مع الأسف الشديد يوجه ظلمه وعدوانه للإسلام ويصادم بعدوانه الفطرة الإنسانية ..فهذان العاملان ولدا إقبالاً عالمياً على الإسلام ـ أضيف إلى ذلك العالم جرب الكثير من النظم التي فشلت وأنا اعتقد أن هناك شوقاً عالمياً لرؤية نظام جديد ينشر العدل في الأرض فتولد الإقبال العالمي على الإسلام فهناك «جوعة» عالمية إلى نظام يرتفع بمستوى المعنويات والخلق النبيل وهناك تصور بأن الإسلام يستطيع أن يشبع هذه الجوعة المعنوية لدى الجميع.
الصحوة الإسلامية
• هل تتفقون معي أن اعداء الإسلام يرون أن إيران قلب الصحوة الإسلامية الأصلية فأرادوا أن ينالوا منها بحجة أنها تمتلك أسلحة نووية لذلك يتربصون بها؟
•• أنا اعتقد أن الغرب بشتى الأساليب وقف أمام الصحوة الإسلامية وخصوصاً في النصف الأول من القرن العشرين حيث احتل الغرب محل العالم الإسلامي إلا بعض البلاد فروع الغرفة والتمزق في مختلف الدول الإسلامية وكانت هناك معاهدة سايكس ـ بيكو من بين الأساليب لتمزيق الشرق الأوسط كما زرع التخلف والدمار لفترة فترتين أو أكثر فأراد للعالم الإسلامي أن يبقى متخلفاً اقتصادياً وعلمياً ومتخلفاً اجتماعياً .
وأراد له أن يتخلف أيضاً في الجهد المعنوى والأخلاقي بنشره المفاسد وأنماط عدم الاحترام بالقيم .. والأمر الثاني الذي زرعه العالم الغربي في الدول الإسلامية هو العلمانية بفصل الدين عن الحياة ولكن لا أرى أن كل جهوده جاءت بالفشل وظهرت صحوة إسلامية عالمية تحاول أن تنقض عن نفسها غبار التخلف وتتجه نحو وحدة شعورية مسئولة في شعور على مسلم ورأى الغرب أن المسلمين بدأوا يستمدون من الدين حلول حياتهم فبدأت محاولات لإيجاد منظمات عالمية كمنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات أهلية عالمية إسلامية وكانت انطلاقة الثورة الإسلامية دفعة قوية للصحوة الإسلامية .
وأنا اعتقد أن خير ما أمتاز به الإمام الخميني أنه قاد هذه الصحوة وعمل على ترشيدها وتعميقها في حياة الإسلام محل هذه الأمور أحدثت رعباً للاستعمار وحركت فيه الهاجس القديم تجاه الإسلام وبدأ التخطيط من جديد لضرب الدولة الإسلامية وضرب محل مظاهر الصحوة الإسلامية وتوجيه الاتهام للإسلام بأنه دين الإرهاب وقد سمعنا أخيراً أن الرئيس بوش يصف الإسلام بالغاشية اتهامات أكثر للدولة الإسلامية بدعوى أنها دولة دينية أو أنها فارسية أو أنها دولة وجعية.
وأنا اعتقد أن أكبر ما تعانى منه الثورة الإسلامية وقوفها إلى جانب القضية العربية.
ولو كانت هذه الثورة لم تتعرض للقضية الفلسطينية ما كان اتخذ منها هذا الموقف الغربي .. وبالتالي اعتقد أن قضية اتهام إيران بصنع الأسلحة النووية تدخل في نفس السياق فهم يريدون أن تبقى إيران دولة متخلفة وكذلك العالم الإسلامي هذا من جهة .. ومن جهة أخرى .. هم يعرفون أن برنامج إيران النووي سلمى فهم يريدون أن يضربوا الثورة الإسلامية ويحاصروها بهذه التهم من جديد .
تخوف الحكام العرب
لماذا هناك تخوف من رخص حكام العرب بأن إيران تريد أن تسيطر على المنطقة فما حقيقة هذا التخوف وكيف تردون عليه ؟!
•• أنا أود أن أقول بوضوح أنه كانت أكبر دواعينا في دولة إسلامية تتمثل في استرجاع تطبيق أحكام الإسلام من جانب .. وتتمثل في انضمامنا إلى الأمة الإسلامية والأمة العربية والاهتمام والمشاركة في قضايا هذه الأمة من جهة أخرى.. وحاول الاستعمار أن يجعل إيران قاعدة مساندة للعدو الصهيوني ... في حين اننا منذ انتصارنا هنا دعمنا القضية الفلسطينية وحولنا السفارة الإسرائيلية إلى سفارة لفلسطين..
وأعلنا ضرورة تشكيل جيوش للقدس لتحرير هذه المدينة المقدسة.
وبدأنا ندافع عن القضية الفلسطينية وحولنا إيران من قاعدة للعدو الصهيوني إلى عمق للأمة العربية وهذا المعنى لا يروق للاستعمار ولعملاء الاستعمار .. وبالتالي بدأ تحويل النظر من العدو الصهيوني إلى العدو الإيراني وبالتالي فإن تحرك صدام حسين ضد الثورة الإسلامية واحتلاله لأراضي إيران .
كان يدعم كامل من الغرب وتمويل رهيب من بعض دول المنطقة مثل جزيراً من مؤتمرات الاستعمار لخلق الهوة بين إيران والدول العربية لكن سياستنا قائمة على الدفاع المستمر عن الدول العربية والإسلامية والالتحام المستمر مع العالم الغربي والإسلامي .. ومبنى قضايا العالم الإسلامي والغربي وأنا اعتقد أن كل هذا التخوف يدخل في إطار التأثر بالدعايات الغربية .
عداء الغرب
بما ترد سماحتكم على من يقول من إن الإسلام قائم على أساس العداء للحضارة الغربية وما تعليق سماحتكم على حوار الحضارات؟!
•• في الحقيقة يجب أن نتساءل أولاً ما المراد من الحضارة الغربية ؟ أن كان المراد منها هو مخططات الصهيونية والمخططات الصليبية القائمة على أساس استغلال الآخرين وامتصاص ثروات الشعوب وإبقاء الشعوب متخلفة ممزقة وتمييع الأخلاق .. فإننا نرفضها ونعاديها ... أما إذا كان المراد من الحضارة الغربية هو نشر مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والعدالة واحترام الإسلام .. فإننا نرحب بها ولا نعاديها أبداً وأنا اعتقد أن حوار الحضارات فكرة جيدة ولها ما تؤيدها خصوصاً بين الحضارة الإسلامية والتهديد في العرف لأن هناك بعض المشركات على مستوى العادات بين الغرب والإسلام ... هناك حوار حول الحرمات الإسلامية وحوار حول حقوق الإنسان وطراز حول نصرة المظلومين وتحقيق العدالة في العلامات الدولية وهناك مجالات للحوار يمكنها أن نكون مع مفكرين ومصلحين من الغرب وأنا اعتقد أن فكرة الحوار هي فكرة منسجمة مع الفطرة الإنسانية وفكرة الصدام بين الحضارات فكرة تتصادم مع الفطرة الإنسانية.
إطماع إيران
ماذا قدم المجتمع العالمي للتقريب بين المذاهب وهل هناك مشروع لإعداد الرد على ما تحدثت به مع فضيلتكم ..لان هناك بعض ممن يريد أن يزرع في نفوس المسلمين بأن هناك إطماع لإيران في الدول العربية ؟ !
•• الحقيقية أنه من الواضح أن هناك خطوط ثلاثة سلكتها الجمهورية الإسلامية في مجال الحوار فهناك حوار بين الثقافات والحضارات قد شجعناه وقدمنا مشروعات للأمم المتحدة عن الحوار بين الحضارات وهناك الحوار بين الأديان خصوصا الأديان السماوية فلدينا خططنا لتشجيع هذا الحوار لان «المشركات» بين الأديان كثيرة.. والحوار بين المذاهب الإسلامية فهناك مجالات كثيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية والبحث عن المشترك بين المذاهب الاسلامية وهذا المشترك بين المذاهب الاسلامية وهذا المشترك يتجاوز 90% .. ولذلك نحن ندعو الى التقريب لأنه طريق الوحدة في المواقف العملية أما في المواقف الدينية فلا معنى لتصور الوحدة في أفكار مختلفة فهناك تعدد مسموحا له في إطار معين .. ونحن في المجال الفكري ندعو الى التقريب وان يبحث الجميع في المساحة المشتركة بين المذاهب .. وفي المرحلة الرابعة يعذر كل منا اخاه فيما اختلفنا فيه .. ونحن لا ندعو لترجيح مذهب على مذهب ولا ندعوا لما يتصوره البعض في تقليب مذهب على مذهب ولاندعو لعدوانية ولا ندعو لجمع المذاهب في مذهب واحد وانما ندعو للتقريب بين المذاهب وتقريب القلوب ايضا والتعاون لنبذ فكرة التغير بيننا وروح تعترف بروح الاسلام .. ونحن نتبع مختلف الرسائل كنشر الكتب التي توضح المساحات المشتركة بين الشيعة والنسية ، ونسعى لإنشاء مجلات وصحف تقوم بهذا الشأن ولدينا مجلات في الإنترنت بسبع لغات تقوم بهذا الأمر .. كذلك المقابلات والمؤتمرات التي تناقش هذه الأمور.. لدينا ايضا جامعة تدرس المذاهب الاسلامية جميعاً من ايران .. وتقوم بكثير من النشاطات التعليمية الاخرى.
مستقبل الصحوة الاسلامية
• ما هو تصوركم لمستقبل الصحوة الإسلامية ؟
•• أنا متفائل رغم حرج الموقف وشراسة الحملة ضد الصحوة من قبل اعداء خارج الأمة الإسلامية وبعض أصحاب المصالح من داخل الأمة الإسلامية وبعض الحكومات المعادية للصحوة . واعتقد ان الأمور متقدم فإنني اشعر بأن الأمل بالغد الإسلامي كبير .. ثانيا : مظاهر الصحوة تنتشر يوما بعد يوم بالشعوب الإسلامية تطالب بالشريعة الإسلامية وتلتزم بالإسلام أكثر من ذي قبل وانتصار حزب الله من جهة ووقوف الشعوب العربية والإسلامية بجانبه من جهة أخرى من أكبر مظاهر الصحوة الإسلامية.
فالمستقبل عظيم للصحوة الإسلامية رغم الهاجس الذي ينتاب الغرب ورغم ما يلاقيه الإسلام من عداء شديد فرغم كل هذه الأمور أنا أتوقع عودة الإسلام لكل الساحة الإسلامية واقصد بالإسلام الوسطي لا التكفيري ولا التفريطي فأنا أرفض التطرف وأنادى بالإسلام الوسطى.
وحدة فلسطين
• ماذا تقول لحكومة الوحدة الوطنية في فلسطين؟
•• نحن دائما مع وحدة كل القوى في كل بلد إسلامي خصوصا في فلسطين لكن احذر من ان يتهاون الاخوة في فلسطين في الثوابت الفلسطينية .. فهذه الثوابت يجب إلا يتسامح فيها الاخوة منها وحدة يتسامح فيها الاخوة منها وحدة الفلسطينين ومنها ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم وعدم التفريط في أي شبر من الأرض الفلسطينية وضرورة الحصول على كل الحقوق الفلسطينية.
كلمة لشعب العراق
• وماذا تقول للشعب العراقي؟َ!
•• أقول إن الشعب العراقي شعب عظيم يستطيع ان يصنع مستقبله الجيد بنفسه وبما يملك من طاقات إيمانية وطاقات تاريخية فهو شعب متحضر ويملك كوادر واعية ويستطيع هذا الشعب ان يصنع مستقبله شريطة ان يتوحد وان يتناسى خلافاته المذهبية والجغرافية والسياسية وأنا أتوقع للعراق مستقبلا زاهرا يطرد فيه الاحتلال بكل مظاهره.
ظاهرة الصحوة
• وأخيرا ما هو السؤال الذي كنت تريد سماحتكم ان اسأله ولم أساله ؟!
•• انا أجبت على كل الأسئلة وأدعو لك بالتوفيق والعزة وان تحقق جريدة الصحوة أهدافها وأنا اعتقد ان أهم ظاهرة في امتنا اليوم هي الصحوة أي صحوة الأمة الإسلامية .. فيجب ان ترشدها لتحقيق أهدافها .