آية الله التسخيري : الوحدة الإسلامية ؛ روح فريضة الحج وجوهرها
وكالة أنباء التقريب (تنا) : قال سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية: لقد أثبت التأريخ أن فريضة الحج لو تم أداؤها كما ينبغي لها أن تؤدى، فسيكون لها لا محالة تأثيراً إيجابياً حاسماً في صحوة الأمة الإسلامية ووحدة المسلمين، وسترفع من مستوى إحساسهم بالمسؤوليات والوظائف التأريخية الخطيرة الملقاة على أعتاقهم، وهذا ما أكد عليه سماحة قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه بالقائمين على شؤون الحج في البلاد.
وأضاف سماحته في حوار مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (ايسنا): إن مسألة الوحدة الإسلامية هي روح فريضة الحج وجوهرها، باعتبار أن كل المسلمين، وبكافة قومياتهم وأعراقهم ومذاهبهم، يجتمعون في كل عام في زمان واحد، ومكان واحد، وبزي موحد، ونية واحدة، وشعار واحد، لأداء مناسك وشعائر موحدة، وكأنهم بذلك يمارسون تمارين الوحدة الإسلامية في معسكر تدريبي، ويجسدون الوحدة على أرض الواقع.
وأكد سماحته: إن من أهم ثمرات هذه الفريضة هو صحوة الأمة الإسلامية ويقظة المسلمين، مشيراً إلى أن سماحة قائد الثورة وفي جميع بياناته لحجاج بيت الله الحرام، يؤكد دائماً على أن حضورهم في هذه الشعائر يجدد فيهم الأمل والتفاؤل، ويضخ دماء جديدة في عروق الأمة الإسلامية.
وتابع سماحته قائلاً: إن حجاج بيت الله الحرام حينما يؤدون بمناسك الحج، يتولد لديهم إحساس بأنهم يسيرون على خطى الأنبياء، وأنهم يحملون على أعتاقهم كافة المسؤوليات الملقاة على عاتق الأنبياء والصالحين.
ولفت سماحته إلى إن قوى الإستكبار والإستعمار لا تنفك عن محاولاتها المتواصلة لتفريغ هذه الفريضة من مضمونها ومحتواها، والحيلولة دون استفادة المسلمين من ثمراتها ونتائجها القيمة.
وحول تأثير الحج في تربية وترسيخ القيم والفضائل الأخلاقية عند الحاج، قال سماحة الشيخ التسخيري: إن اجتناب الحاج عن محرمات الإحرام، والنية الصادقة قربة إلى الله سبحانه وتعالى، وأداء سائر الفرائض والواجبات، كل ذلك يوجب تربية النفس على الإخلاص، ويولد لدى الحاج شعوراً بأنه يعيش أجواء صدر الإسلام، ويرى نفسه وكأنه في عصر الأنبياء والأئمة، ويحاول من خلال أداء هذه المناسك التشبه بهم وتقليدهم.
وأضاف: إن الحج هو بمثابة تربية عملية على التحاق الإنسان بمسار الأنبياء، وامتلاك الفضائل الأخلاقية للأنبياء والأئمة والمؤمنين والصالحين، ولذا جاء في الحديث أن (الحاج لايزال عليه نور الحج ما لم يلمّ بذنب).
واختتم سماحته حديثه بالقول: من هنا ينبغي على الحجاج أن يسعوا للحفاظ على نور الحج، وتأصيل القيم والمفاهيم التي اكتسبوها في الحج وترسيخها في نفوسهم، مضيفاً: إن فريضة الحج تعني مواصلة درب الأنبياء، في التوحيد الخالص والعبادة الخالصة لوجه الله، ومقارعة الشرك والظلم والإستكبار وكافة الأصنام الحجرية والأوثان البشرية. النص