آية الله الاراكي في حفل تأبين الشيخ الآصفي : الامة الاسلامية بحاجة الى علماء و مفكرين أمثال العلامة الآصفي

آية الله الاراكي في حفل تأبين الشيخ الآصفي : الامة الاسلامية بحاجة الى علماء و مفكرين أمثال العلامة الآصفي
آية الله الاراكي في حفل تأبين الشيخ الآصفي : الامة الاسلامية بحاجة الى علماء و مفكرين أمثال العلامة الآصفي

بحلول الذكرى السنوية الاولى لرحيل العالم الفقيه و المفكر الاسلامي الكبير آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي ، أقيم حفل تأبيني كبير حضره كبار علماء الدين و جمع غفير من الشخصيات الفكرية و الثقافية البارزة على صعيد العالم الاسلامي ، اضافة الى تلامذة العلامة الفقيد و عشاقه ومحبيه .

و في الحفل التأبيني ألقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العالم للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، كلمة حاول من خلالها تسليط الضوء على الابعاد التي اتسمت بها شخصية العلامة الآصفي و الوقوف على معالم سيرته الذاتية .

استهل آية الله الاراكي كلمته بالاشارة الى قول رسول الله (ص) "  العلماء ورثة الانبياء " موضحاً : كان فقيدنا العلامة الآصفي مثالاً كاملاً لورثة الانبياء ، مثالاً كاملاً للعلماء الذين وصفهم رسول الله (ص) بأنهم ورثة الانبياء . لافتاً الى أن رسالة الانبياء هي رسالة تعليم الكتاب و الحكمة و التزكية ، و ان آية الله الشيخ الآصفي ( قدس الله روحه الزكية ) كان ذلك المعلم المحيط بعلوم الكتاب ، و بما جاء به محمد و آل محمد .

و تابع سماحته : كان آية الله الآصفي من اولئك القلة الذين يجمعون بين مختلف اطراف العلم الاسلامي  بمختلف فنونه و شتى فروعه .. كان فقيهاً متكلماً فيلسوفاً مفسراً مؤرخاً مفكراً محيطاً بجوانب الفكر الاسلامي من شتى نواحيه . كان متكلماً بارعاً و كاتباً تحريراً يجمع في كتاباته بين العمق و السلاسة ، و بين التعبير الواضح و الجميل ، و أن قلة من كتابنا الاسلاميين من جمع كل هذه الخصال فيما يكتب ، و فيما يقول .

و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب : كان آية الله الآصفي الى جانب ذلك كله ، مجاهداً حاضراً في سوح الجهاد  منذ عرفناه ، كان حاضراً في العراق و في ايران ،و في مناطق أخرى من عالمنا الاسلامي . كان من المجاهدين الاوائل الذين حملوا راية الجهاد ضد طغيان صدام حسين .

و مضى سماحته يقول : كان الفقيد السعيد ذلك المعلم المربي لأجيال متعددة من كوادر الحركة الاسلامية في العراق و في غير العراق من بلاد الاسلام . . كان مخلصاً في جهاده و يجسد سلوك الانبياء ( سلام الله عليهم ) في تعليمه و في عشرته مع الآخرين .

و أوضح آية الله الاراكي : العلامة الآصفي و الى جانب فقاهته و احاطته بالعلوم الاسلامية ، كان حكيماً يعرف مواقع العلم ، و يعرف مواطن التطبيق ، و يعرف زمانه و أهل زمانه ، و يعرف الاحداث التي ينبغي الوقوف عندها ، و الموقف الصحيح الذي ينبغي اتخاذه .

و لفت سماحته : نحن اليوم بأمس الحاجة الى فقهاء من هذا النمط ، و الى علماء من ورثة الانبياء يجمعون بين علم الشريعة و كبرياتها ، و بين العلم بالزمان و المكان الذي لابد أن يطبق فيه علم الكتاب ، و تطبق فيه مفاهيم الكتاب ، و معارف آل الكتاب . و اضافة الى كل ذلك يكون مهتماً بأمور المسلمين ، يعيش دائهم ، و يتألم مما يتألمون منه ، و يشعر بالجرح الذي يؤلمهم كي يتسنى له أن يضع الدواء موضع الداء . و الحكمة هي أن تضع الاشياء مواضعها .

و في جانب آخر من كلمته اوضح  الامين العام للمجمع العالمي للتقريب  : لابد لنا اليوم من تعبئة طاقاتنا ، كل طاقاتنا و لا يجوز أن ندخر شيئاً . ينبغي لطالب العلوم الدينية و الحوزات العلمية ، أن يعملوا بكل جهدهم ، و بكل ما أوتوا من طاقة ، لمواجهة الحملة الشرسة ، و الطغيان الواسع ، و الهجوم الكاسح لاعداء دين محمد (ص) ، اعداء الاسلام واعداء المسلمين .

و أضاف سماحته : و لانشك بأن النصر لنا في هذه المواجهة . أن كل هذه التعبئة التي نراها لأعداء الاسلام ضد دين رسول الله و أهل بيته ، إنما هي نتيجة لما رأوه في قيام الجمهورية الاسلامية  في ايران ، و انتشار دين محمد (ص) و معارف أهل البيت (ع) و ارتفاع لوائهم خاصة في العراق .

 و شدد آية الله الاراكي بالقول : العراق يمثل نقطة الحسم  في نزاعنا مع الباطل ، النزاع التاريخي الذي بدأ منذ عصر علي (ع) مع تيار الخوارج التكفيري ، و الذي هو مستمر حتى يومنا هذا . نقطة الحسم هي العراق ، و سوف نستطيع  بعون الله تعالى –  بفضل القيادة المعنوية العلوية الربانية –  حسم معركتنا في العراق بمشيئة الله تعالى . و أن حسم المعركة في العراق  يعني حسم معركة الحق ضد الباطل على كل المستويات بمشيئة الله تعالى .