مسؤول اكاديمي في افغانستان : القضية الفلسطينية هي قضية الانسانية الاولى
يرى مدير كلية قسم المذاهب الإسلامية بجامعة المصطفى (ص) الدولية في افغانستان "حجة الاسلام روح الله بدخشاني"، أن "فلسطين اليوم ليست القضية الأولى للعالم الإسلامي فحسب، وانما هي القضية الإنسانية الأولى أيضًا".
حجة الإسلام بدخشاني قال ذلك في كلمة له امام الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الإسلامية، والذي نظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية خلال أسبوع الوحدة بطهران.
ولفت المسؤول الاكاديمي الافغاني، الى "إن مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم هي سبب وحدة الأمم الإسلامية".
واضاف : إن العالم يشهد أكبر وابشع الجرائم الإنسانية في غزة، والتي لا يمكن وصفها بالكلمات ولم يتوان الكيان الإسرائيلي الغاصب عن ارتكاب أي جريمة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، حيث تجاوز عدد شهداء الحرب على غزة 40 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال و من تبقى منهم ليس لديه مأوى في غزة لأنه لم يعد هناك مكان آمن لهم.
وأوضح مدير المذاهب الإسلامية بجامعة المصطفى في افغانستان، أن "الجرحى في غزة أوضاعهم سيئة والشعب الفلسطيني يواجه نقصا في الدواء والغذاء ورغم كل هذه الصعوبات، فإن شباب فلسطين المؤمنين يقاومون العدو المدجج بالسلاح و لا يتراجعون، لكنهم اما يموتون جوعاً او يرزحون تحت نيران الاحتلال مضحين بحياتهم ويرددون شعار هَیهَاتَ مِنَّا الذِّلَّة".
ووجه بدخشاني خطابه الى علماء الامة قائلا : أنا أسألكم سؤالاً يا علماء الإسلام الاجلاء، أليس على المسلمين واجب تجاه إخوانهم وأخواتهم الفلسطينيين في غزة؟ أيها الأحرار في العالم، أين ضمائركم اليقظة ورجولتكم وغيرتكم؟ أيها المفكرون، إن قضية فلسطين لا تتعلق بالمسلمين فقط، بل هي قضية إنسانية وإن حجم الكوارث مؤلم للغاية، لدرجة أن أي شخص يراها فإنه يتأثر ويحزن ويتألم.
وأشار إلى خروج شعوب العالم في مظاهرات انتصارا لغزة واهلها واستنكارا لجرائم الاحتلال؛ مبينا أن كل هذا يحدث بفضل مقاومة و صمود الشعب الفلسطيني. لان شعبنا وشبابنا الفلسطيني، يتحمل المشاق والمخاطر، ويقف في وجه العدو الصهيوني وعلينا أن ننتبه إلى هذه النقاط، فكلما زادت المقاومة كلما ظهرت جرائم هذا النظام أكثر وضوحا أمام الناس.
وشدد الباحث الاكاديمي الافغاني على، أن فلسطين يمكن أن تكون محور وحدة الأمة الإسلامية وقدوة للأحرار الذين ينشدون العدالة وأصحاب الضمائر الحية.
وقال بدخشاني : إنه من المؤسف جداً أن المسلمين والدول الإسلامية لا يقومون بواجباتهم تجاه الجرائم في غزة التي يرتكبها الكيان الصهيوني. لقد ارتكب النظام الصهيوني جرائم ضد الإنسانية وضد إخواننا المسلمين بدعم من الاستكبار العالمي وأمريكا.
واضاف متسائلا فيما اذا كانت الحكومات الإسلامية هبت لمساعدة شعب غزة المظلوم؟ وهل ضغطت على الكيان الصهيوني لوقف هجماته الهمجية؟ وهل قاطعوا "إسرائيل"؟؛ معربا عن اسفه من ان "الجواب على هذه الأسئلة هو لا".
ليس هناك حدود جغرافية في الإسلام
بدخشاني أكد بأن الدول الإسلامية والمسلمين لم يقوموا بواجباتهم تجاه الشعب الفلسطيني على الرغم من ان الواجب يحتم على جميع المسلمين ان ينهضوا لمساعدة شعب فلسطين المظلوم وعدم تركه وحيداً.
وتابع : أريد أن أقول لإخواننا وأخواتنا في الدين، ألم نتعلم من تعاليم الإسلام أنه لا حدود جغرافية في الإسلام، وأن حدود الإسلام تمتد إلى الحد الذي يطلب منا المسلم المساعدة. وقد وضع القرآن واجبات على عاتق المسلمين من أجل نصرة إخوانهم في الدين، حيث قال تعالى : [وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيࣰّا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِير].
واكد بدخشاني بأن "من واجبنا نحن المسلمين هو نصرة شعب فلسطين المظلوم، ولا ينبغي أن نكون غير مبالين بشأن فلسطين والآن يجب أن ندخل إلى ميدان العمل. كما جاء في قول الامام علي (ع) [کونوا للظّالم خصماً و للمظلوم عونا]".
الوحدة ضد الكيان الصهيوني
وأشار المسؤول الاكاديمي إلى أن المسلمين لو اتحدوا ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب فإنهم سينتصرون بالتأكيد؛ وأكد بأن الإجراء الفعال الأول هو المقاطعة الشاملة للكيان، وان المعركة مع الصهيونية هي حرب حضارية حيث يقول الله عز وجل : [سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُ]؛ مبينا "إن الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ليس واجب الفلسطينيين وحدهم، بل هو واجب على عاتق الجميع ويجب على كل الأمم الإسلامية أن تعمل معا لأن المسجد الأقصى هو مركز وحدة المسلمين".
واشار مدير المذاهب الإسلامية في جامعة المصطفى بافغانستان، الى جريمة اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية، مؤكدا بانها تدل على يأس وإفلاس الكيان الصهيوني.
وفي الختام أشار بدخشاني إلى أن هذا الكيان قام و بدعم واستخبارات الولايات المتحدة باغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ وليعلم الأعداء أن هذا الاغتيال الجبان سيكون أساس وحدة جبهة المقاومة وسنرى قريبا زوال الكيان الإسرائيلي الغاصب.