فقهاء مصريون وسعوديون يواجهون التطرف
وكالة الأنباء الإسلامية
"الإسلام بين الوسطية والتشدد.. مراجعة للفكر المتطرف"، تحت هذا العنوان يلتقي عدد من كبار الفقهاء والمفكرين السعوديين والمصريين في ندوة بالقاهرة تهدف إلى إبراز وسطية الإسلام، وتوضيح أسباب جنوح الشباب إلى العنف وفكر التكفير.
وخلال الندوة العلمية التي تستضيفها جامعة الأزهر اليوم الأحد 7-5-2006م، بتنظيم من مؤسسة "اقرأ" الخيرية وبمشاركة رابطة الجامعات الإسلامية، يناقش المشاركون ظاهرة العنف وأسبابها وانعكاساتها، وتحليل فكر العائدين عن العنف من خلال مؤلفاتهم، وواجب الحكومات والشعوب تجاه فكر الشباب، وتفعيل وسطية الإسلام في مواجهة الفكر المتطرف، حسبما ذكر منظمو الندوة.
وتعليقا على توقيت الندوة قال الدكتور عبد الفتاح الشيخ الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وأحد المشاركين بالندوة: "إبراز تسامح الإسلام وترسيخ مبدأ عدم التشدد أمر مهم؛ لأنه يأتي في وقت ضعفت فيه الأمة، وفي وقت لا يتناسب فيه التشدد مع الهجمة الشرسة التي يقودها الغرب على الإسلام والتي تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم".
وأوضح في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أنه سيركز بمداخلته خلال الندوة على "أهمية عدم ربط الفقه الإسلامي بأوقات معينة، وأنه صالح لكل مكان وزمان، بشرط مواءمة الزمان والمكان، وضرورة الاعتدال والأخذ بالأيسر؛ فالشريعة أباحت للمسلم أن يعمل بأي رأي فيه كيفما شاء، فما الحكمة إذن من مغالاة البعض؟".
كما لفت إلى أنه يدرس حاليا كتابا به رد على أفكار بعض "الجماعات المتشددة"، من أجل استبيان الأفكار التي لا تتفق مع صحيح الشريعة لهذه الجماعات وطرح الردود المناسبة عليها.
وأضاف: "ذلك لا يعني مهاجمة كل كلام وأفكار هذه الجماعات، وإنما سيتم فقط بحث القضايا التي بها مغالاة وتوضيح الصحيح فيها".
من جانبه، أوضح الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الندوة ستسلط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء وأهمية تضافر الجهود بين المؤسسات والمنظمات الدولية في مجال مكافحة العنف بشتى صوره وأشكاله".
وتابع: "سنركز على إبراز قيم الإخاء والتسامح والوسطية في المجتمعات الإسلامية، وإدماج العائدين إلى الحياة الصحيحة من فكر التشدد وتوضيح جزائهم عند الله تعالى".
ويشارك في الندوة الدكتور علي جمعة مفتي مصر، والداعية الإسلامي عائض القرني، والشيخ صالح كامل رئيس مجلس أمناء مؤسسة اقرأ الخيرية، والدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي السابق، والدكتور إسماعيل الدفتار عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، ومنتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية بمصر، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري، وضياء رشوان الخبير في شئون الحركات الإسلامية.
وتأتي الندوة بعد أقل من أسبوعين على 3 انفجارات شهدها منتجع دهب السياحي بمحافظة جنوب سيناء المصرية في 24-4-2006؛ وهو ما أوقع 18 قتيلا ونحو 150 جريحًا.
وسبق لمؤسسة "اقرأ" الخيرية أن نظمت مؤتمرا حول التصدي للإرهاب في أعقاب التفجيرات التي وقعت بمنتجع شرم الشيخ في يوليو 2005، وذلك في أغسطس 2005 بالمدينة نفسها.
وأوضحت وقتئذ أن المؤتمر جاء بهدف وضع خطة عملية إسلامية لمواجهة الإرهاب، وشارك فيه جمع كبير من الفقهاء من مختلف أنحاء العالم يمثلون عددا من المجامع الفقهية الإسلامية.