العلامة الخطيب :

المقاومة كشفت القناع عن الديمقراطية الغربية المزيفة.. الكيان الصهيوني في مأزق وجودي وسيستخدم كل ما لديه لينجيه

المقاومة كشفت القناع عن الديمقراطية الغربية المزيفة.. الكيان الصهيوني في مأزق وجودي وسيستخدم كل ما لديه لينجيه

أكد "العلامة الشيخ علي الخطيب" نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، بأن أهم ما أنتجته المقاومة هو كشف القناع عن الديمقراطية المزيفة أو ادعاء الغرب حول حقوق الانسان؛ لافتا الى، ان "الكيان الصهيوني في مأزق وجودي و سوف يستخدم كل ما لديه لينجيه من هذا المأزق".


جاء ذلك في حوار خاص اجرته وكالة انباء التقريب (تنـا) مع العلامة الشيخ علي الخطيب على هامش اعمال المؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية الذي انطلق، الخميس 20 ايلول / سبتمبر 2024م.

وفي اشارة الى اهداف الكيان الصهيوني بالتحديد من خلال هجماته السيبرانية الاخيرة في لبنان، اوضح الشيخ الخطيب : العمل الاسرائيلي هو طبعا في سياق حملته الارهابية التي بدأت أصلا بالارهاب ضد الشعب الفلسطيني، وطرده من أرضه واحتلاله للأرض التي هي ليست له، و ارتكاب المجازر و تجاوزه عن "ما يسمي بـالقانون الدولي و شرائع الأمم".

واضاف : هذا هو ديدن الكيان الغاصب، ولكن مع الأسف هو محمي من الدول الغربية وقد تبين بأن الشعارات التي ترددها تلك الدول ليست الا غطاء للأعمال القذرة التي يرتكبها الاستعمار.

ولفت فضيلته، بان انكشاف تلك الحقائق هو أهم ما أنتجته المقاومة والتي استطاعت ان تزيح القناع عن شعارات الديمقراطية المزيفة أو حقوق الانسان التي ترفعها "الحضارة الغربية".

وقال نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، ان التفجيرات السيبرانية التي طالت هذا البلد، هو في سياق العمل الهمجي الصهيو – غربي ألذي يريد أن يُخضع المنطقة بقوة وبكل ما لديه، منتهكا القانون الدولي وجميع الأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ مبينا ان الكيان الصهيوني سيستخدم أي شيء ينجيه من المازق الذي وصل اليه وهو مأزق وجودي.

ومضى الى القول : ان الكيان الصهيوني يعرف نفسه بأنه وصل الى النقطة التي لا عودة فيها لذلك هو مستعد حتى لو استطاع وتمكن من أن يستخدم قنبلة نوية، سوف يقدم على هذه الخطوة؛ اولا للدفاع عن وجوده، ثانيا من أجل اخضاع الرأي العام الدولي وايجاد الخلل في الرأي العام اللبناني، خصوصا أن هناك انقسامات سياسية وأطراف تعارض المقاومة وحتى يكون هذا حينئذ ذريعة بيد هولاء لزيادة الضغط شعبيا على المقاومة والتأثير على بيئة المقاومة.
ثالثا، محاولة منه لارسال رسالة للمقاومة، محتواها "اما أن تخضعوا واما لدينا المزيد في هذا المجال مما لا تعرفونه".

وشدد الشيخ الخطيب، على ان الكيان الصهيوني في الواقع اخفق ولم يستطع بلوغ هذه النتائج والمآرب التي يسعى وراءها .

واردف : لقد سمعنا بالأمس (الخميس) خطاب سماحة السيد حسن نصرالله الذي قال بكل هدوء، أن "المقاومة رغم الألم الكبير الذي فعله العدو الاسرائيلي في بيئتنا، لكنه لم يؤدي الى ما أراده العدو على الاطلاق".

وتابع العالم الاسلامي اللبناني : علي صعيد المقاومة لم ترتبك المقاومة، وعلى صعيد الشعب اللبناني فقد ازداد تماسكا، وحتى المخالفين للمقاومة في لبنان سياسيا هم أبدوا تعاطفا كبيرا مع المقاومة؛ مؤكدا بان وحدة الشعب اللبناني غير مسبوقة اليوم وقد أفشل هذا الشعب عدوه الاسرائيلي، ولم يستطع الكيان الغاصب تحقيق أي من أهدافه.

واذ اكد على ضرورة التحلي بالصبر والصمود في مواجهة التطورات الاخيرة والجرائم التواصلة للكيان الصهيوني بغزة ولبنان، اوضح العلامة الخطيب، بانه "اي مقاومة اذا لم تكن قيادتها لديها الهدوء والنفس الطويل و الأعصاب القوية، ستنهار في أي لحظة من المعركة".

وتابع : العدو كان يظن أنه بالسلاح و باستخدام التكنولوجية الجديدة وضرب البنية المدنية للمقاومة، قادر على تقويض قدراتها لكنه واهم؛ لأن الحرب هي حرب الارادة، ولن تُكسر ارادة المقاومين طالما لديهم قيادة بهذا العنفوان والهدوء والقوة والشجاعة، وبهذا الفكر.

ونوه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، أن "التشخيص حاصل والأعصاب الباردة والشجاعة موجودة لدى المقاومة وتحديد فهم المعركة و طبيعة المعركة موجود عند المقاومين، وبهذا فشل العدو الاسرائيلي الذي كان ينتظر كيف سيكون رد المقاومة".

واستطرد قائلا : لقد اجاب سماحة السيد حسن نصرالله على كل هذه الأسئلة، من انه  كيف يكون رد حزب الله لأفشال وأحباط العدو الاسرائيلي ومن يسانده.

وحول اهداف نتنياهو من خلال تصعيده الاخير في لبنان، وهل انه يريد توسيع نطاق الحرب في المنطقة أو يسعى لابعاد الانظار عن جرائمه في غزة، قال الشيخ الخطيب : أنا أعتقد هو لا يبالي بابعاد الأنظار، بعد الذي ارتكبه في غزة وبعد ما ارتكبه في الضفة الغربية وجنوب لبنان؛ لأن المعركة لديه كما قلت هي معركة وجودية؛ ونتنياهو يريد من تصعيده الاخير ارباك المقاومة وبالتالي مفاجأتها، لكنه فشل وكلام السيد حسن نصر الله كان واضحا في ذلك، عندما اكد على عدم تحقيق اي من اهداف الكيان عبر هذه الجرائم.
وراى الخطيب، ان العدو الصهيوني لن يستطيع شن حرب شاملة ضد لبنان، وانما يفرض اقصى درجة من الضغوط على المقاومة و الشعب اللبناني؛ بما في ذلك الضغوط السياسية  والاعلامية والاقتصادية والمالية على لبنان.

وعلى صعيد اخر، تحدث العلامة الخطيب عن اسبوع الوحدة الاسلامية والمؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية، الذي عقد باستضافة الجمهورية الاسلامية وسط الظروف الاستثنائية الاقليمية و الدولية، فقال : بعد الذي تحقق من الصمود في معركة غزة ومعركة لبنان ضد العدو الاسرائيلي، نحن بلغنا  ظروفا مثالية يجب اغتنامها.

واضاف : حينما ردت الجمهورية الاسلامية الايرانية على العدوان الصهيوني الذي طال القنصلية الايرانية في دمشق، اتضح لدي كل الأمة بأن ايران تدافع عن نفسها كما تقاتل "اسرائيل" وتواجه عدو الامة حقيقة، وأن المقاومة في المنطقة تتلقى الدعم المادي و المعنوي و الاعلامي و التسليحي من الجمهورية الاسلامية.

واكد العالم الاسلامي اللبناني، ان الجمهورية الاسلامية تتعرض للعدوان و الحصار و التهديدات ومحاولات اثارة الداخل، نتيجة لمواقفها ودعمها الصادق للمقاومة الذي لم يتغير منذ انتصار الثورة، وتبني الامام الخميني رضوان الله عليه القضية الفلسطينية و الوحدة بين المسلمين.

ومضى العلامة الخطيب الى القول : بعد اتضاح كل هذا الصدق (الايراني) في التعامل مع القضية الفلسطينية والتصدي للعدو الاسرائيلي، ومع وقوف محور وبيئة المقاومة بهذا الموقف القوي وعدم تزلزله نتيجة العدوان الصهيوني غير المسبوق، وجرائم الابادة التي تحصل في غزة و فلسطين و في جنوب لبنان، الان أصبحت الظروف أكثرا ملائمة بنجاح التقريب بين المسلمين لأن هذا الوهم و الادعاء بأن الشيعة يريدون أن يشيعوا السنة"، والادعاء بأن "ايران تريد توسيع نفوذها في المنطقة" ثبت بأن الأمور ليست كذلك؛ مؤكدا بان "هذا لا يعني بأننا لا نحتاج الى جهود كبيرة في مجال تركيز العمل على الوحدة وليس التقريب فقط".
 
 وحول الاليات المستثمرة من الوحدة الاسلامية على صعيد المواجهة، اوضح نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي الشيعي في لبنان :
اولا : بناء الثقة بين الشعوب الاسلامية، الامر الذي اكد عليه سماحة قائد الثورة ورئيس الجمهورية الاسلامية بوضوح خلال حفل افتتاح مؤتمر الوحدة الـ 38.
ثانيا : التقريب وتعزيز الثقة بين الدول الاسلامية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ثالثا : اجراء الحوار مع مؤسسات الأمة الفاعلة، من كل الجهات سنة و شيعة عبر الأطر الرسمية وعدم اثارة مخاوف لديها حتى لا يحدث الشك والعداء وبالتالي لا يستثمر الغرب من العداء لاثارة المشاكل الداخلية في الأمة.
رابعا : عدم ايجاد حالة التنافر داخل الدول الاسلامية، بل يجب العمل على استقرار كل دول عالمنا العربية و الاسلامية.
خامسا : يجب أن نفصل بين القضايا الايمانية والشروط المذهبية التي هي اعتقادات مختصة باعتقاد الانسان ومسؤوليته امام الله.

وتابع قائلا : فكما فعل أئمة أهل البيت عليهم السلام، بل حتى كما فعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وحتى تعامله مع المنافقين كان على أساس الاسلام.

واكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان : بالتالي التفريق بين الاجتماع السياسي يجب أن يقوم على أساس الاسلام وعلى اساس الأمة الواحدة؛ مبينا ان احد اصول القران الكريم في الاجتماع السياسي يشير الى الأمة الواحدة، وان المخرج من كل الصراعات التي يمر بها العالم الاسلامي يكمن في التمسك بهذا المبدا القراني.