المجتمعون يؤكدون على اهمية المشتركات ورعاية اخلاقیات الحوار
في لجنة العمل المتفرعة من المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران تتطرق العلماء المشاركين الى ضرورة الاهتمام بالمشتركات العقائدية والفقهية . فقد اشار الشيخ واعظ زادة خراساني الامين العام السابق للمجمع العالمي للتقريب ان الفارق بين الوحدة والتقريب هو ان الوحدة امر استراتيجي خاص بالحكومات والاهداف السياسية والاقتصادية التي يرمون اليها , بينما التقريب هو امر مذهبي يخص المذاهب وعلمائه لازالة الرواسب والشبهات وتقريب وجهات النظر العقائدية والفقهية .
واقترح بعض الاساليب العملية لتحقيق التقريب كالتأكيد على المشتركات ودراسة المختلف فيه مع الاعتماد على المصادر الموثوقة لذلك المذهب .
الاحترام لاراء سائر المذاهب . وفي هذا الخصوص اكد الشيخ واعظ زادة ان استدلال كل مذهب قائم على اسس عقلية وفقهية ولا نستطيع ان نفند كل ما يستدل به المذهب الاخر .
فتح باب الاجتهاد والاعراض عن تبشير المذهب في وسط مذهب اخر شريطة ان يكون باب الحوار مفتوحاً للجميع .
واشار واعظ زادة في نهاية حديثه الى جامعة المذاهب الاسلامية في طهران كنموذج عملي فريد من نوعه في العالم الاسلامي لتطبيق التقريب بين المذاهب الاسلامية .
واما الشيخ محمد ابراهيم من باكستان فقد اكد على ضرورة تطبيق الشريعة في الحكومة كما حققه ذلك الامام الخميني الراحل (قدس سره) حيث استطاع الامام ان يجمع السنة والشيعة تحت مظلة هذه الحكومة دون اي تمييز . وقال نحن كسنة نسعى في باكستان الى تطبيق الشريعة ونطالب من الحكومة الباكستانية دائما تحقيق هذا المطلب .
بينما الطالب الجامعي الايراني السيد مسعود شاوراني فقد كان حديثه حول محور ادب الحوار مشيراً في كلامه الى الايات القرانية التي توصينا في رعاية الجدل الصحيح وعدم التعرض بالسب والاهانة لمعتقدات الاخرين حتى وان كانوا مشركين . ومن ثم تطرق الى بعض خصائص الحوار الاخلاقية منها تحمل الاخر والموعظة الحسنة والابتعاد عن التكبر والغرور والتعصب في الحوار , والتجنب من استخدام الالفاظ والمصطلحات الموهنة والمشينة والجرئة في بيان الحق .
واما محمد سعيد الطريحي من هولندا فقد اشار الى النموذج العملي للتقريب بين المذاهب والتوجهات المختلفة الاسلامية تحت مظلة "منظمة مجموعة الاتصال الاسلامي" بعدما كانت على شكل مجموعات مختلفة ونشاطاتها مشتتة غير بارزة وواضحة للجميع .
وقال ان من نشاطات هذه المنظمة هو التواصل المستمر بين اتباع المذاهب في مساجدهم ومؤسساتهم وفي المناسبات الدينية المختلفة والاشراف على الابرامج التلفزيونية الخاصة بالمسلمين وكذلك الاشراف على برامج المساجد لكي لا تطرح فيها مواضيع متطرفة تسيئ الى اصل الاندماج والعلاقات مع المجتمع الهولندي .
وقال ان هذه المنظمة اقترحت على الحكومة الهولندية تدريس المذهب الحنفي والمذهب الجعفري في احدى الجامعات الهولندية , حيث تم الموافقة على ذلك .