العالم الإسلامي يفخر بجامعة الزيتونة
واشار سماحته إلى أن الجامعة قدمت للعالم الإسلامي الكثير من العلماء وكان علمها يشع ليس للعالم الإسلامي وحسب وإنما يشع للغرب وأوروبا التي كانت تمضي أيامها آنذاك في ظلام الجهل الدامس، وقد قامت بتخريج الكثير من العلماء الذين أخذوا على عاتقهم نشر الوعي والثقافة وتعاليم الدين للأمة الإسلامية، مشيرا إلى أن دورها تواصل رغم المؤامرات التي تم تنفيذها ضدها.
وشدد سماحته على أن العلماء الذين تخرجوا من الزيتونة لم يقتصر دورهم على تونس وإنما انطلقوا إلى كل الآفاق حاملين معهم راية الاسلام ليثبتوها في كل منطقة يذهبون إليها، وفيما تطرق إلى دور العلماء أشار إلى الثورة التونسية الحالية معتبرا أن هذه الثورة تعتبر المقطع الأول من المرحلة الثانية للصحوة الإسلامية.
موضحا بأن المرحلة الأولى للصحوة الإسلامية بدأت عندما تصدى علماء الدين وعموم الشعب للاستعمار وانهزم الاستعمار على يد علماء الدين والمناضلين، بينما المرحلة الثانية من الصحوة الإسلامية والتي اندلعت اليوم في العديد من الدول الإسلامية وتكللت بعضها بالانتصار ولا تزال أخرى مستمرة في نزال الانظمة المستبدة على أمل إسقاطها وتحرير الأرض من شرها.
ثم تطرق سماحته إلى الثورة الإسلامية الإيرانية مشيرا إلى أن الغرب كان يخطط لإيران لتكون جزيرة لأحلامه ومركزا لدعم الكيان الصهيوني ومنها تنطلق المخططات والمؤامرات ضد الدول الإسلامية والمنطقة غير أن إنتصار الثورة بدد كل تلك الأحلام وتغير كل شيء تغييرا جذريا، فقد ألغيت كافة القوانين المعادية للإسلام، كما أن الحياة الإجتماعية تغيرت ومنعت كافة مظاهر الفساد والانحراف والميوعة.
كما تغيرت وسائل الإعلام فلم تعد منطلقاتها إفساد الرأي العام وتضليله بل تحولت إلى حسب ما قاله الامام الخميني إلى جامعات، وحدث إنقلاب أيضا في الاقتصاد الايراني فلم تعد البنوك تتعاطى الربا وهذا يحدث للمرة الأولى في دولة إسلامية، وشدد الشيخ التسخيري على أن الشعب الإيراني صمم على المضي قدما في ثورته، معربا عن أمله بأن يلمس الوفد هذا التحول الكبير الذي جرى في ايران خاصة على الصعيد العلمي والجامعات والمناهج.
من جانبه أشار الدكتور عبد الجليل سالم إلى أنه وعلى الرغم من محاولات التخويف من الثورة الاسلامية في ايران الا أنها استطاعت أن تمد يدها شرقا وغربا من أجل تعزيز الوحدة والانسجام بين المسلمين في العالم، ثم تطرق إلى دور جامعة الزيتونة في العالم الإسلامي ودورها الكبير في التنظير للعالم الإسلامي مشيرا إلى أسبقيتها في بعض العلوم كفن العمارة الإسلامية وكذلك علم المقاصد.
وشدد سالم على أنه كان يمكن أن تتحول تونس الى سويسرا العرب بفضل عمق الزيتونة العلمي إلا أن الله أبتلى هذه البلاد بالحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي اللذان قاما بتهميش تونس عندما حوّلا الجامعة إلى أثر من بعد عين، منبها إلى أنه على الرغم من المساعي التي بذلها بن علي وبورقيبة في إبعاد الشعب التونسي عن هويته إلا أنه بقي متمسكا بها ومالثورة التونسية وإنتخاب الشعب للإسلاميين إلا عودة لتلك الهوية متوقعا أن يكون المستقبل واعدا وزاهرا لتونس مع ثورته.