اية الله التسخيري يستقبل وفدا اسلاميا رفيع المستوى من روسيا
التقى اليوم الاربعاء وفد اسلامي روسي بسماحة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري في مكتبه بطهران، وبحضور الدكتور محمد حسن تبرائيان مساعد الامين العام للشؤون الدولية وعدد من مسؤولي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران.
وترأس الوفد الروسي، السيد "آلكسي جريشن" مستشار الرئيس الروسي لشؤون المسلمين وعضو المجلس الاجتماعي في دائرة الرئاسة الروسية، كما ضم عددا من كبار الشخصيات لاسلامية في روسيا بما فيهم "الشيخ محمد حاجي رحيموف" رئيس دائرة الافتاء في روسيا، والسيد "محمد صلاح الدينوف" رئيس المجلس الاسلامي الروسي ورئيس تحرير مجلة " الاسلام في روسيا" وعددا من رجالات الدين والثقافة في روسيا.
واذ رحب الشيخ التسخيري بالوفد الزائر، اشار سماحته الى العلاقات الودية بين روسيا وايران واكد ضرورة تعزيزها على الاصعدة الثقافية والدينية، مشيدا بالجهود التي يبذلها الباحثون الروس في "اكاديمية الشرق" بموسكو من اجل التعرف على الثقافة الشرقية والاسلامية وخاصة المسلمين في ايران.
واشار التسخيري الى انه "يوجد في روسيا ما يقارب الـ ٢٠ مليون مسلم وهم ملتزمون بعقائدهم الدينية رغم التغيرات والتحديات التي واجهوها عبر التاريخ في هذا البلد.
كما شدد سماحة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على ضرورة ان تقدم روسيا دورا استراتيجيا بناءً في العالم الاسلامي نظرا الى ان المسلمين بنظرون الى هذا البلد بايجابية.
واشار اية الله التسخيري الى استياء المسلمين من العالم الغربي نظرا للازدواجية في تعامله مع الثورات العربية الاخيرة؛ مشيرا الى التجربة اليمنية والسورية، حيث من جانب يشن الغرب والامريكان حربا اعلامية شعواء ضد النظام السوري ويحشدون الطاقات لاحتدام الازمة في سوريا اما من جانب آخر لا تتخذ القوى الغربية هكذا موقف ضد الرئيس اليمني رغم انه مرفوض شعبيا؛ واوضح سماحته ان اسباب هذا الامر تكمن في ممانعة الحكومة السورية للسياسات الصهيو - امريكية في الشرق الاوسط وبذلك تريد قوى الشر ان تثني النظام السوري والرئيس بشار الاسد من استمراره في هذا الموقف؛ بينما الرئيس اليمني يعتبر من مؤيدي المشروع الغربي في المنطقة لذلك لا يعنيهم مطالبات شعبه بالحرية والكرامة.
وفي هذا الجانب خلص الشيخ التسخيري الى انه في حال سقوط النظام الحالي في سوريا سيحل مكانه نظام سلفي تكفيري وهو مايسعى اليه الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية، بغية تأجيج الفتن المذهبية والطائفية في عالمنا الاسلامي والعربي.
الى ذلك اكد سماحة التسخيري على ان روسيا من شأنها ان تقدم دورا ايجابيا في التصدي للغرب ومنعه من الاستمرار في مخططاته ومعاييره المزدوجة تجاه الوضع القائم في العالم الاسلامي والعربي، واكتساب رضى الشعوب في المنطقة.
وفي اشارته الى وضع الجالية الاسلامية في روسيا، اعرب الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عن سروره بوحدة المسلمين في هذا البلد وثمن جهودهم للحفاظ على وحدة الاراضي الروسية وعدم موافقتهم على المشروع الانفصالي في الشيشان.
من جانبه تحدث السيد الكسي جريشن عن الوضع الاسلامي في روسيا قائلا: ان المسلمين هم من السكان الاصليين في البلاد وانهم اشتدوا ايمانا وعزما على اتباع عقائدهم الدينية بعد انهيار السوفيتية. واضاف ان معظم الشعب الروسي بما فيهم غير المسلمين تأثروا بالمسلمين عقيدةً، وابتعدوا عن عقائدهم الوثنية والشيوعية وباتوا يؤمنون بالله تعالى...
واشاد عضو اللجنة الاجتماعية في المجلس الرئاسي الروسي بالتواصل الدائم بين المسلمين في روسيا والشعب الايراني المسلم وقال "يأتي هذا التواصل والترابط بين الشعبين رغم محاولات الغرب لمنعه بشتى الآليات والاشاعات التي يبثها يوميا ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية؛ لكن مسلمي روسيا عازمون على تعزيز اواصر التآخي والمحبة مع اخوانهم المسلمين في ايران".
كما تطرق جرينش الى السياسات الغربية الاخيرة في الشرق الاوسط ومنها نشر منظومات الدرع الصاروخية في بعض دول المنطقة ومنها تركيا، قائلا: ان هذه الصواريخ موجهة الى روسيا كما هي موجهة الى ايران و"دول الممانعة" للمخططات الغربية في الشرق الاوسط.
وفند مستشار الرئيس الروسي لشؤون المسلمين في روسيا المزاعم التي تشير الى عدم وجود الحريات الدينية في ايران متطرقا الى النماذج التي سجلتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في نشر ثقافة الحوار بين الاديان وخاصة بين المسلمين في ارجاء العالم، مشيرا الى المؤتمرات التي تقام على الصعيد الدولي في هذا المجال.