الشيخ محمد الزغموت : المستعمر الامريكي والغربي لا يريد للعالم الاسلامي ان ينعم بالامن والاستقرار
اكد رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني في لبنان والشتات في حوار مع وكالة "تنا" ان امريكا والغرب وبالتعاون مع الصهاينة سوف لن يتخلو عن مؤامراتهم لزعزعة الامن والاستقرار في العالم الاسلامي بعد التخلص من خطر ارهاب الجماعات التكفيرية .
تصريحات الشيخ الزغموت جاءت على هامش المؤتمر الدولي الثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران ديسمبر 2016 خلال حواره مع مراسل وكالة انباء التقريب "تنا" ، مشيرا الى ان العالم الاسلامي اليوم يواجه خطر التيارات التكفيرية التي اعتمدت على الاحاديث المجعولة وحرّفت المفهايم القرانية وسنة الرسول محمد (ص) وان افعالهم وممارساتهم لا علاقة لها بالاسلام .
وبين الشيخ زغموت ان الاخوة الاسلامية تحرم دم وعرض ومال اي مسلم نطق بالشهادتين واعترف بالقران والقبلة الواحدة والرب الواحد حتى وان اختلفنا معه في الراي .
وحول مزاعم الجماعات الارهابية في سوريا والعراق بانها تجاهد في سبيل الله اوضح رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني بان الجهاد نوعين : جهاد طلب وجهاد دفع والامة الاسلامية اليوم في حالة جهاد دفع اي دفع المحتل والمعتدي على الارض الفلسطينية التي اغتصبوها الصهاينة ، بينما ما تفعله المجاميع التكفيرية هو قتل المسلمين وتشريدهم من ديارهم بتواطئ من الغرب وبعض الدول الخليجية والعربية كما فعلوا مع ارض فلسطين وشعبه .
وفي هذا السياق يرى الشيخ زغموت ضرورة تعري وفضح حقيقة الجماعات التكفيرية والدول الداعمة والمساندة لهذه الجماعات والتي اتت بها واسستها من الدول الغربية خاصة الطاغوت الامريكي بالتعاون مع الكيان الصهيوني وكيف ان الدول الخليجية تهدر ثرواتها وطاقاتها في دعم هذه المجاميع لتشديد الاقتتال والتناحر بين المسلمين انصياعا لاوامر اسايدهم من الامريكان والصهاينة .
واكد ان الهدف الرئيسي من تأسيس ودعم هذه الجماعات من قبل الغرب هو استعادة استعمار الدول العربية والاسلامية واحتلالها عسكريا تحت ذريعة مكافحة الارهاب ومن ثم تقسيم هذه الدول كما فعلوه في القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية والمعروف باتفاقية "سايكس بيكو" .
وشدد على ان المستفيد الوحيد من المشروع التكفيري هو الكيان الصهيوني ، هو المستفيد الوحيد من هدر طاقات المسلمين والتقاتل فيما بينهم ، متهجما على بعض الدول الخليجية التي صرفت المليارات من الدولارات على الجماعات الارهابية لتدمير العراق وسوريا .
وعن مواجهة هذا المشروع الامريكي الصهيوني قال الشيخ زغموت ان المنطقة انقسمت الى فريقين : فريق مقاوم وداعم لمحور المقاومة وفريق مستسلم لارادات الاجنبي ومساوم ومنصاع لاوامرهم مستبد في حكمه ومضطهد لشعبه وسالب للحريات .
وحول ما بعد التخلص من الجماعات التكفيرية الارهابية عسكريا سألنا الشيخ محمد نمر الزغموت هل ان العالم الاسلامي سينجو ويتخلص نهائيا من خطر هذه الجماعات ونهجهم بعد هزيمتهم في العراق وسوريا ؟ ، اجاب مشددا على ان المستعمر الغربي وتحديدا امريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني سوف لن يتركوا العام الاسلامي ينعم بالامان والاستقرار لان الهدف هو تعميم الفوضى الخلاقة التي دعت اليها "كونداليزا رايس" وزيرة خارجية امريكا الاسبق لتأسيس شرق اوسط جديد عن طريق تقسيم الدول الاسلامية تحت عناوين دول طائفية ومذهبية وقومية .
وحول اهمیة التقريب بين المذاهب الاسلامية اكد الشيخ زغومت ان الاسلام لدى جميع المذاهب واحد ما دام الكل متمسك بالاصول والمبادئ وان اختلاف الراي في تفسير القران او في القضايا الفقهية لا تعني الخروج عن الدين ، مشيرا الى التعايش السلمي المذهبي الذي كان قائما في العراق بين السنة والشيعة الى درجة التصاهر والتقارب العائلي الى دخل الطاغوت الامريكي هذه الارض محتلا ومثيرا للفتن المذهبية ، الذي لم يشهدها الفرد العراقي منذ قرون ، بشتى الوسائل السياسية والاعمال الارهابية لتشديد الاحتقان الطائفي والعرقي بين ابناء الشعب العراقي .
ولفت الشيخ زغموت ان المخطط الامريكي لم ينحصر في العراق بل امتد الى سوريا واليمن وليبيا وتونس ليثير الفتن بين افراد هذه الشعوب بعناوين مذهبية وقومية ، مشيرا الى حروب الماضي بانها لم تكن حروب مذهبية وانما حروب على السلطة ، مؤكدا على ان للعلماء الدور الرئيسي في تحكيم التقارب بين المذاهب وليس الحكام لان العلماء ورثة الانبياء .
وحول الدور السلبي لبعض العلماء في هذا المجال اشار الى علماء السلاطين والبلاط وانصياعهم وخنوعهم لاهواء الملوك والحكام لافتا الى حديث الرسول (ص) الذي قال "بأس العالم الذي يتسكع على ابواب الامراء ونعمة الامير الذي يأتي الى العالم" .
اجرى الحوار : الاخت همت كار