السيد محمد الحيدري لـ"تنا" : التعاون السني الشيعي لمعالجة الخطر التكفيري ضروري
على هامش المؤتمر الدولي الثلاثين للوحدة الاسلامية الذي عقد في طهران من 15 الى 17 ديسمبر لعام 2016 التقينا بالسيد محمد الحيدري ، مسؤول التوجيه العقائدي للحشد الشعبي وكان لنا معه هذا الحوار :
كيف انتشر الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية بهذه السرعة في الدول الاسلامية ؟
بدايات الفكر التكفيري يرجع الى ما قبل الثورة الاسلامية ولكن بعد انتصار الثورة تعاظم وتوسع هذا الفكر . والمخطط كان عبارة عن تعاون مشترك بين السعودية والغرب بقيادة الولايات المتحدة لتأسيس هذا المشروع لمواجهة مد الثورة الاسلامية الايرانية ، ولكن بعد ذلك استغل هذا الفكر لمواجهة الاحتلال السوفيتي لافغانستان تحت عنوان الجهاد .
هذه الظروف دفعت هذه الجماعات التي تحمل هذا الفكر لتكفير اي شخص لا يؤمن بافكارهم ومنهجهم وجواز قتله واقصائه .
اما الهدف من دعم وتعزيز هذه الجماعات من الغرب والصهاينة هو تدمير وتفتيت الدول الاسلامية وهذا ما نشهده اليوم في سوريا والعراق وليبيا وافغانستان وباكستان .
هل تعتقدون ان الوهابية تكفر سائر المذاهب الاسلامية ؟ وهل هناك مجال للحوار والتعامل مه هذه الفرقة ؟
الوهابية تكفر جميع المذاهب الاسلامية . احد علماء السنة سأل المفتي السابق للوهابية عن رأيه بالنسبة لسائر المذاهب فقال له كلهم في النار .
واما الحوار فهو ضروري لتصحيح الفكر التكفيري حتى على مستوى فردي لان هناك بعض الشخصيات الوهابية تراجعوا عن افكارهم ومبادئهم عن طريق عملية الحوار الهادئ و العلمي والمنطقي .
فالحوار ضروري ومهم خاصة مع اصحاب النوايا الصادقة اللذين خدعهم الفكر الوهابي بسبب جهلهم للحقيقة .
كيف يمكن للسنة والشيعة التعاون لمواجهة الفكر التكفيري؟
هناك مجال كبير للتعاون ولكن المشكلة تكمن بوجود ضغوط على بعض المكونات السنية لمنعهم من الاقتراب والتعاون مع الشيعة والا مهددين اما بالتسقيط او القتل ويطالبونهم بمواجهة الشيعة .
ولهذا نرى كثير من علماء السنة يخشون المو اجهة مع الوهابية وابداء رأيهم حول هذه الفرقة ولكن اليوم وبعد ان لحقت الهزائم بالتكفيريين في العراق وسوريا وتخلي بعض الدول العربية عن دعم الجماعات التكفيرية بسبب اعمالهم الارهابية في تلك الدول وضعف مكانة ودور السعودية في المنطقة حيث بدأت بعض الدول التخلى عن التعاون مع هذا النظام ، كلها تدل على ان الظروف مهيئة للتعاون بين الطائفتين السنية والشيعية لمعالجة الخطر التكفيري .
وحول كيفية التعامل ومواجهة التيار الشيعي المتطرف قال السيد الحيدري ان هذه الجماعات مدعومة من الغرب ولديها ما يقارب فقط في بريطانيا 13 قناة فضائية فتنوية تحرض على الطائفية والغريب في هذا الامر ان وجود مثل هذه القنوات تخالف القوانين الحكومية هناك . ولكن مع كل ذلك تأثيرهم محدود جدا وليست لديهم قاعدة شعبية تذكر .
كيف سيؤثر هزائم الارهابيين في العراق وسوريا على اوضاع المنطقة والعالم ؟
الجماعات التكفيرية وبعد الدعم الواسع للدول الغربية وبعض الدول الخليجية لهم استطاعوا ان يسيطروا على مساحات واسعة من الاراضي العراقية والسورية ولكن في الاونة الاخيرة واجهت صمود ومقاومة الشعبين وبدء العد التنازلي لهزيمتهم الكبرى .
فمما لا شك فيه ان هذه الهزائم اثرت على موازين القوى ليس فقط على مستوى الجماعات الارهابية وانما شمل الدول الداعمة لهم . فاليوم نسمع ان الدول الغربية التي كانت يوما ترفض بشدة الحوار مع الاسد نرى انها تعلن استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية لاعمار البلد شريطة مشاركة المعارضة في الحكم ، وهذا النوع من التعامل دلالة على الاعتراف بحكومة بشار الاسد .
ومن اثار هذه الهزائم تراجع الدور السعودية في المنطقة والعالم العربي حيث شاهدنا في الاونة الاخيرة التوتر الذي حصل في العلاقات بين مصر والنظام السعودية بسبب جزيرتي صنافير وتيران والموقف المصري المؤيد للمشروع الروسي للازمة السورية .
هل تكفي المعالجة الميدانية للتيار التكفيري للتخلص من مخاطره ؟ ام بحاجة الى اساليب اخرى ؟
طبيعي ان العمل العسكري لا يكفي للتخلص من خطر هذا الفكر بل بحاجة الى عمل مدروس يتلخص بتوعية وتثقيف اللذين انخدعوا بهذا النهج خاصة في المناطق التي سيطر عليها التكفيريين وواجهة ردود فعل رافضة لفكرهم وبرامجهم .
نشر ثقافة التقريب
ولترسيخ ثقافة التقريب بين القاعدة الشعبية اشار السيد الحائري الى ضرورة التواصل والتراحم مع اهل السنة وحتى الصلاة في مساجدهم والمشاركة في مراسمهم واعرافهم ، مشيرا الى التراث الشيعي في هذا المجال وانه كيف كان ائمة اهل البيت عليهم السلام يتعاملون مع سائر المذاهب الاسلامية كاخوة في الدين مذكرا بحديث من المعصوم بان الصلاة خلف امام من اهلى السنة يماثل الصلاة خلف رسول الله (ص) .
واضاف قائلا انه لنشر هذه الثقافة يجب التعريف بسيرة اهل البيت عليهم السلام لعامة الناس في كيفية تعاملهم وتعايشهم مع اهل السنة ومشاركتهم في جميع مجالسهم وعدم تعرضهم للخلافات المذهبية وتجنبهم عن اثارة العصبيات المذهبية ، كل هذا يمهد الارضية المناسبة لنشر ثقافة التقريب بين القاعدة الشعبية .
اجرى الحوار : الاخت همت كار