إن نهج الامام علي (ع) استمرار لنهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
وكالـة أنبـاء التقريـب( تنـا)
على هامش مشاركته في مؤتمر نهج البلاغة في العاصمة اللبنانية بيروت الاسبوع الماضي، التقت وكالة أنباء التقريب بسماحة اية الله الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وسألته عن تأثير المؤتمر على الحركة التقريبية بين المسلمين وقد أشاد سماحته بالمؤتمر وشدد على أن المؤتمر كانت له نتائج مثمرة على صعيد التقريب، قائلا "ان استقبال الشخصيات الاسلامية البارزة في العالم وحضورهم الفعال في هذا المؤتمر يدل على نجاحه في تحقيق الاهداف المرجوة".
اكد اية الله الشيخ محمد علي التسخيري في حديثه مع مراسل وكالة انباء التقريب ضرورة ان يتعرف المسلمون على مفهوم الولاية والعمل بمتطلباتها وهو ما بحثه المؤتمر في جلساته على مدى يومين (الثلاثاء ٢٣/١١/٢٠١٠ لغاية الاربعاء ٢٤/١١/٢٠١٠م).
واضاف سماحته اذا اردنا أن نتعرف على مفهوم الولاية يجب ان ندرس حياة الامام علي (عليه السلام) ونهجه بشكل دقيق وان نسعى الى تطبيقها في مجتمعاتنا الاسلامية بحذافيرها، ولهذا الغرض تقام مثل هذه المؤتمرات لتسلط الضوء على الجوانب الاساسية من حياة الامام علي عليه السلام ومناقشتها ضمن دراسات واطروحات تفصيلية للتعرف على افضل الاراء من اجل التطبيق والعمل بها في تجارب الحياة.
وتقييما لنتائج المؤتمر، الذي حضره العديد من الشخصيات الاسلامية والسياسية البارزة، قال التسخيري : ان معظم المقالات والدراسات التي طرحت في اجتماعات المؤتمر اتخذت جوانب اساسية من كتاب نهج البلاغة وكانت لها آثار جيدة وهو ما كان يرمي اليه المؤتمر ضمن فعالياته العديدة.
من جانب آخر ان فإن حضور الشخصيات البارزة، اسلامية وسياسية في هذا الملتقى والقاء كلمة الرئيس الايراني السيد احمدي نجاد وكلمة الرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان، دليل واضح على نجاح المؤتمر في تحقيق اهدافه وهو التعربف بكتاب نهج البلاغة وفهم الولاية من منطلق الاسلامي صحيح، فأكثر المشاركين اتفقوا على ان نهج البلاغة كتاب للبشرية جمعاء وينير طريق السعادة لكافة ابناء البشر؛ فهو لا يخص مذهبا او دينا خاصا ولا يقتصر على منطقة جغرافية او حدود معينة، بل الكل ينتهل من ينابيعه الحيوية وصولا الى النجاة.
واضاف سماحته، ينبغي علينا كنخب وعلماء ان نعمل على تأصيل مفاهيم نهج البلاغة في المجتمعات وخاصة الشعوب الاسلامية وبين ابناء المذاهب، ونسعى لنشرها على نطاق واسع باستخدام الاعلام الهادف والمطور بكافة آلياته المرئية والسمعية والمقروءة، وبهذه الجهود سوف نحصل على نتائج مجدية ومفيدة لصالح الحركة التقريبية و الوحدوية.
ونوه سماحة الشيخ التسخيري بنشاطات وجهود المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على الصعيد العالمي وبالاخص العالم الاسلامي وقد تجسدت نماذج منها في اعمال مؤتمر نهج البلاغة بلبنان.
كما اشاد سماحته بتجاوب علماء المسلمين من كافة ارجاء العالم مع الحركة التقريبية التي يتبناها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية مؤكدا ضرورة العمل على استمراريتها وتطويرها وتوسيع نطاقها لتشمل العالم بأكملة، "فان التاخي والتآلف بين القلوب امنية كافة الشعوب والمستضعفين الذين اضطهدتهم مخالب الاستعمار بتفريقهم ثم السيطرة عليهم".
واعتبر سماحته ان المسؤولية في هذا الجانب تقع اولاً على عاتق علماء الأمة وثانيا المثقفين واساتذة الجامعات ومن ثم الجماهير وعامة المسلمين.
وردا على سؤال مراسل التقريب حول وصايا الامام الخميني (قدس سره) وخلفه الامام الخامنئي (دام ظله) على تطبيق نهج البلاغة في كافة مجالات الحياة اليومية، قال اية الله التسخيري، انه من الطبيعي ان يدعو امامنا الراحل الخميني (ره) والامام الخامنئي (حفظه الله) العالم الى التمسك بكتاب نهج البلاغة والتعرف على جوانبه النيرة لأنه الطريق الى معرفة القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، ولا ننسى أن الثورة الإسلامية بنيت على اساس القرآن والسنة النبوية وتعاليم الائمة من اهل البيت (ع).
واضاف سماحته ان شخصية الإمام علي (ع) تقترن بشخصية رسول الله (ص)، ونهجه استمرار لنهج القرآن الكريم والرسالة النبوية، فدراسة حياته تؤدي الى معرفة القرآن وسنة رسول الله (ص) وتطبيقها في الحياة يؤدي الى السعادة البشرية المنشودة والتي دعا اليها جميع الانبياء والرسل (عليهم السلام).
وردا على سؤال مراسلنا حول المحاور الرئيسية لمؤتمر نهج البلاغة في بيروت، اشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى رواية عن الامام علي(ع) عندما سأله شخص في احدى الحروب التي خاضها (عليه السلام) في زمن خلافته، حيث قال له " هل انت مع الحق ام عدوك مع الحق"، فأجابه الامام علي(ع) " ان الحق لا يعرف بالرجال... اعرف الحق تعرف أهله" موضحا، بان الحق في عصرنا الحاضر اختلط بالباطل لذلك يصعب تحديده بدون التعرف على معاييره وان النجاة يكمن في القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة اهل البيت(ع) والصحابة الصالحين وهو ما جمعه الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة ، فهذا الكتاب يتيح للمسلمين التعرف على معايير الحق وتحديد الباطل، عند ذلك يسهل مواجهة الفتن التي تحث على الباطل في مجتمعات الامة الاسلامية، لأن اول ما يقوم به اعداء المسلمين هو خلط الحق بالباطل لتشويه النهج وطرق النجاة على ابنائها، لكننا باستعانة القرآن الكريم والسنة النبوية وتعاليم المعصومين (ع) سوف نفوت الفرص على اعدائنا وهذه هي الرسالة التقريبية الصحيحة التي ينادي بها كتاب نهج البلاغة من خلال رؤى وتعاليم الامام علي (ع)، وبذلك يمكن تفسير الحديث الشريف للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : " علي مع الحق والحق مع علي ".
وفيما يخص الرساله الاعلامية التي تقع على عاتق الصحفيين واصحاب المنابر الاعلامية في البلدان الاسلامية، قال سماحته : الدين الاسلامي يحمّل كافة المسلمين مسؤولية نشر الحق والحقائق في العالم وإن الاعلاميين يتحملون المسؤولية الكبرى في هذا الحانب لأنهم يخاطبون اعدادا كبيرة من الناس ويتمتعون بمؤهلات اوسع لنشر الحقائق على الصعيد العالمي.
وشدد سماحته على ضرورة أن يدور أداء وحركة الإعلاميين والصحفيين المسلمين حول محور تعاليم القرآن والرسول الاكرم(ص) واهل البيت (ع) وان يتبعوا المعايير التي حددها الشرع لهم.
وقد حذرت هذه التعاليم الصحفيين والاعلاميين من الانحراف عن الحقيقة عند نقل الاحداث وان لا يقعوا في فخ الشيطان ليتحولوا الى دعاة للفتن، يقول تعالى في محكم كتابه : [الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا].
"اذن، ينبغي على الاعلاميين ان يحثوا على القواسم المشتركة وينموا الافكار والرؤى التي تؤدي الى التآزر والوحدة بين ابناء الامة وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جميع وكالات الانباء ووسائل الاعلام في العالم الاسلامي وخاصة "وكالة انباء التقريب بين المذاهب الاسلامية" وذلك امتثالا لامر الله وتطبيقا لتعاليم القرآن الكريم".