آية الله الاراكي في جمع من طلبة العلوم الدينية: المساجد منطلق نشوء الحضارة الاسلامية
أكد آية الله الاراكي ذلك ، خلال الكلمة التي ألقاها سماحته في ملتقى " سفراء السماء " الذي عقد في مجمع أنصار المهدي (عج) الثقافي ، و شارك فيه جمع من رجال الدين المتولين لشؤون المساجد في البلاد ، لافتاً الى ان الامام (ع) يعد سيد الحضارة الاسلامية ، لأن المراد بالحضارة الاسلامية في الحقيقة هو المجتمع الذي يتصف بالعدل و تسوده العدالة.
و أضاف سماحته : المجتمع الاسلامي ، او بالاحرى المجتمع الايماني الرباني ، عبارة عن جسد واحد . كما ان الحضارة الاسلامية عبارة عن مجتمع واحد ينشأ بوجود الانسان .. المجتمع الايماني مدعاة لايجاد روابط حقيقية بين الافراد .. المجتمع الاسلامي مجتمع مترابط مقرون بالعدل ، لأن كل أفراده أناس عدول .. النظم الالهي يوجد مثل هذا المجتمع المنسجم و المترابط ، و يكون ذلك مدعاة لأن يراعي أفراده حقوق بعضهم البعض .
و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : الحضارة الاسلامية تشكل دافعاً قوياً لايجاد مجتمع متعاضد ومتكاتف ، يتصف بنظمه العادل و اتباعه لإمام عادل ، او حاكم عادل . و ان مثل هذا المجتمع يعدّ اساس الحضارة الاسلامية ، و يكون منزهاً من أي اعتداء على حقوق الآخرين .
و لفت آية الله الاراكي ، الى أن وجود المجتمع الاسلامي يتمحور حول المساجد و صلاة الجماعة بإمامة إمام عادل ، مشيراً الى الحديث المروي عن الامام الصادق (ع) الذي مفاده، ان علامة الفرد العادل هي حضوره صلاة الجماعة .
و أضاف : ثمة رواية مفادها " يجب ان يكون هناك مسجداً في كل محلة ، يجاوره في كل طرف اربعين منزلاً . و يجب على هؤلاء الافراد ان يقيموا صلاتهم في المسجد ".. يجب الترويج لهذا المعنى و جعل ثقافة عامة .
و أشار آية الله الاراكي : ان المسجد الاعظم ، " الجامع " ، يمثل مكان العبادة المركزي في كل مدينة ، و ينبغي أن يحتضن كافة الذين يصلون في المساجد الاخرى بالمدينة . و ما نراه اليوم هو أنه يطلق على المسجد الاعظم بالمصلى ، و لكن من غير الواضح من أي جاءت هذه التسمية . و في المسجد الجامع يقام الاعتكاف الاسلامي الذي يختلف عن إعتكاف الرهبنة .
و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن الالتزام بالنظم الذي يتسم بالعدالة ، إنما هو من بركات تواجد الناس في المساجد . فعندما يتوجه الناس الى المساجد في اوقات محددة ثلاث مرات في اليوم ، أن هذا بحد ذاته يكون مدعاة لايجاد النظم . و طبعاً ان الاصل في صلاة الجماعة هو تربية انسان عادل ، و لهذا ينبغي لأئمة الجماعة أن يحرصوا كثيراًعلى مراقبة تصرفاتهم .
و تابع آية الله الاراكي : أن طلبة العلوم الدينية و الروحانيين تقع على عاتقهم مسؤولية تجاه المجتمع . فاذا ما حدثت مشكلة في مجتمع ما ، يجب أن نعود الى أنفسنا أولاً لنرى ، ما القصور الذي صدر عنا لكي تحدث هذه المشكلة . القرآن الكريم ايضاً ، عندما ينحرف المجتمع يسأل من قادته ، لماذا وجد الانحراف في مجتمعك . يجب أن لا يكون تقاعسنا أو تقصيرنا سبباً في انحراف المجتمع .
و في جانب آخر من كلمته انتقد آية الله الاراكي عدم اهتمام بعض المسؤولين الثقافيين بمفهوم الحضارة الاسلامية ، مشيراً الى أن سماحة القائد لا يكف منذ سنوات عن التأكيد على موضوع الحضارة الاسلامية ، و يلفت الانظار الى عدم الاكتفاء بالشعارات و الامور الهامشية ، و أهمية المضي قدماً على طريق بلورة نموذج الحضارة الاسلامية المنشود .