بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بمناسبة ذكرى النكبة
بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 68 لاحتلال فلسطين السليبة ، أصدر آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، بياناً فيما يلي نصّه :
"مثل الذین اتخذوا من دون اللّه اولیاء کمثل العنکبوت اتخذت بیتاً ، وان اوهن البیوت لبیت العنکبوت لو کانوا یعلمون"
(سورة العنکبوت،الآية41)
في الذكرى السنوية الأليمة ليوم النكبة ، يعرب المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عن مواساته و تضامنه مع الشعب الفلسطيني المظلوم ، و يعلن عن شجبه و استنكاره لاستمرا ر الوجود الظالم للكيان الصهيوني على الارض التي كانت يوماً قبلة المسلمين الاولى ، و موطن انبياء الله المقربين .
يجب أن لا يراودنا الشك و لو للحظة ، من أن احتلال فلسطين ليس مجرد قضية فلسطينية ، بل يشكل الهاجس الاكبر للعالم الاسلامي ، و أن عيون و قلوب و افكار المسلمين جميعاً مشدودة اليها . أن قضية فلسطين ، وعلى الرغم من كل مكر و ايذاء التيار التكفيري في المنطقة ، الذي يحاول حرف انظار الرأي العام واستبدال مركز توجهات المسلمين ، تبقى قضية العالم الاولى ، و سوف تبقى القضية الاولى ما لم يتم تطهير القدس الشريف من قبضة الصهاينة الغاصبين .
عندما تم احتلال الاراضي الفلسطينية لأول مرة عام 1947 من قبل الصهاينة ، عملت الايادي الاستعمارية الخبيثة على اقتطاع هذا البلد من جسد الامة الاسلامية و اعطائه للمهاجرين اليهود . و لو أن العالم الاسلامي كان قد اعترض على ذلك بصوت واحد ، و لم تلتزم الدول الاسلامية الصمت إزاء هذه الكارثة ، و يظهر الانقسام و الانشقاق بينها تجاه هذا العدوان الصارخ ، لما كنا شهدنا اليوم تشريد هذا الشعب المظلوم ، و اعتداء الصهاينة المتكرر على منازل الفلسطينيين ، و أسر الآلاف من الشباب الفلسطيني . لقد حان الوقت للتعويض عن القصور و التقصير الذي حدث في السابق . أننا نعلن بأنه ينبغي للشعوب المسلمة أن تتخذ ، الى جانب حكوماتها ، مواقف أكثر صراحة و جدية إزاء جرائم هذا الكيان ، و أن تمضي بخطوات عملية راسخة على طريق انقاذ فلسطين و القضاء على اسرائيل الغاصبة .
أن الكيان الصهيوني المختلق الذي يعد مظهراً للارهاب الحكومي في العالم ، و استمراراً لاستراتيجيته المناهضة للانسانية ، يرتكب كل يوم جريمة جديدة تضاف الى سجله الاسود ، و تسود صحيفة اعماله ، و في آخر جريمة له أقدم على اغتيال مجاهد المقاومة الكبير الحاج مصطفى بدر الدين . لا شك أن استشهاد هذا القائد الفذ في حزب الله و في جبهة المقاومة ، سوف يشكل انطلاقة جديدة لصحوة و نهضة كبرى ضد الاحتلال و العدوان الصهيوني في مختلف انحاء العالم ، و فضح ماهية هذا الكيان الدموي أكثر فأكثر .
فمنذ أن تم زرع الكيان الصهيوني اللقيط في قلب العالم الاسلامي ، و نحن نشهد كل يوم المزيد من الآلام و المعاناة و المحن في اوساط الشعب الفلسطيني و في لبنان و سوريا و ... أن علاج كل هذه الازمات يكمن في محو الكيان الصهيوني من الجغرافيا السياسية ، كي لا تتدنس الاراضي الاسلامية الأخرى بهذا الورم السرطاني .
أن ما يجري اليوم من إثارة للتفرقة ، و الاغتيالات ، و الانفجارات ، و هدم المساجد الى غير ذلك ، على ايدي العناصر التكفيرية المخدوعة ، يحظى بدعم و مساندة الكيان الصهيوني ، و أن العالم الاسلامي بدء من فلسطين و انتهاء بسوريا و اليمن و بلدان أخرى ، يحترق بنار الفتن . و من هنا ، و ضمن تجديد تأكيده على دعم اهداف و تطلعات الشعب الفلسطيني ، يشدد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على ضرورة تحلي أمة الاسلام بالحيط و الحذر إزاء دسائس و مؤامرات الكيان الصهيوني و حماته ، التي ترمي الى بث الخلافات و التفرقة في اوساط الامة الوحدة .
محسن الاراكي
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية