نحن بحاجة إلى تفعيل دور العلاقات العامة لإحياء الهوية الإسلامية

نحن بحاجة إلى تفعيل دور العلاقات العامة لإحياء الهوية الإسلامية
نحن بحاجة إلى تفعيل دور العلاقات العامة لإحياء الهوية الإسلامية

طهران (تنا) - أكد سماحة آية الله الشيخ محسن الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، أن تفعيل دور العلاقات العامة الإسلامية من أبرز العوامل المؤثرة في إحياء الهوية والحضارة الإسلامية والحفاظ على أركان وثوابت المجتمع الإسلامي.

وقال سماحته في كلمة ألقاها خلال الملتقى الدولي الثاني لمسؤولي العلاقات العامة في الدول الإسلامية الذي عقد السبت في طهران: إن مؤهلات أي مجتمع وقدرته على مواجهة المشاكل والتحديات ترتبط إرتباطاً وثيقاً بمستوى ثبات وإستقامة ذلك المجتمع من حيث الهوية، منوها إلى أن هوية المجتمع هي الأساس في تشكيل أنماط التفاعل الإجتماعي وتأصيل المفاهيم القيمية والأخلاقية والمنظومة المترابطة للمعروف والمنكر في أوساط المجتمع.

وأشار سماحته إلى أن القرآن الكريم قد وضع القواعد والأسس لهوية المجتمع الإسلامي من الناحية النظرية، ثم انبرى نبي الإسلام (ص) وأهل بيته الكرام (ع) لتبيين وتفسير تلك المفاهيم القرآنية وتطبيقها على أرض الواقع، ومن هنا يعد النبي الأعظم (ص) محور الوحدة في المجتمع الإسلامي.

ولفت آية الله الأراكي إلى أن العالم يشهد اليوم صراعاً حاداً حول الذات والهوية والذي لا شك في أنه يعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع الإنساني برمته، لافتاً إلى أن حرب الثقافات والحضارات والحرب الإجتماعية الناعمة التي يعيشها العالم المعاصر، ما هي إلا نموذج من هذا الصراع المحموم الذي يسعى كل طرف فيه لفرض هويته وطمس هوية الطرف الآخر.

وإذ شدد سماحته على أن هذا النوع من الصراع وليد العصر الحاضر ولم يكن موجوداً على مر التأريخ، أوضح أن السبب الرئيس وراء نشوب هذا الصراع في الزمن المعاصر هي الميزة العدوانية للثقافة المادية الغربية.

وأكد سماحته على أن المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق علماء الإسلام والمسؤولين في العالم الإسلامي في ظل الظروف الراهنة هو السعي من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية، مشيراً إلى أن نهضة الصحوة الإسلامية التي انطلقت منذ حوالي قرن من الزمان بهدف إحياء الهوية الإسلامية وإن جاءت متأخرة، إلا أنها ارتقت مدارج التقدم والتطور بمرور الزمن إلى أن بلغت قمة التكامل بقيادة الإمام الخميني الراحل (رض) وانتصار الثورة الإسلامية وتأسيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف قائلاً: بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران إنتقلت عملية إحياء الهوية الإسلامية من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق ونحن الآن نشاهد ملامح من هذه الصحوة والحركة الإحيائية للهوية الإسلامية من خلال الإنتصارات المتتالية للمقاومة والحركات الإسلامية في لبنان وغزة وتونس ومصر و...

وشدد سماحة الشيخ الأراكي على ضرورة الوعي وتوخي الحذر من المؤامرات الهادفة لحرف مسار الصحوة الإسلامية، مشيراً إلى أن من أهم العوامل المؤثرة في الحفاظ على المكتسبات وتحقيق المزيد من الأهداف والتطلعات هو العمل على تعزيز أسس العلاقات العامة الإسلامية لقطع الطريق أمام أعداء الإسلام ومنعه من النفوذ في المجتمع الإسلامي الحديث.

لمشاهدة التقرير المصور، انقر هنا