الفرقة تحول دون بلوغ المجتمعات الإسلامية اهدافها المرجوة
استقبل الأمين العام للمجمع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محسن الأراكي مساء امس في طهران، عددا من الأساتذة والمسؤولين في جامعة الجزائر الذين حلّوا ضيوفا على الجمهورية الاسلامية الإيرانية للمشاركة في مؤتمر "دور المرأة المثقفة المسلمة في تطوير العلوم والتكنولوجيا" والذي سيقام الاربعاء ١٢/١٢/٢٠١٢ برعاية كيلة الالهيات في جامعة طهران وبالتعاون مع جامعة الجزائر بمشاركة عدد من النساء العالمات والمفكرات من ايران وبعض الدول الاسلامية كالجزائر وكازاخستان وكينيا.
وتطرق الشيخ الأراكي في هذا اللقاء، الى موضوع المؤتمر؛ مؤكدا أن دور المرأة المسلمة مهم جدا في بناء المجتمع السليم والذي يقوم على اساس الأسرة السليمة؛ فهي الخلية الرئيسية لبناء المجتمعات الانسانية.
وأضاف سماحته "ان اهم ركن في هذه الاسرة هي المراة التي تعد من المنظور الاسلامي رئيسة للمنزل، وذلك بشهادة الاحاديث الشريفة التي تؤكد ان للأم دور اساسي في تكوين المجتمع، شريطة ان تكون صالحة".
وتابع: المجتمع الذي يخلو من أُمهات صالحات لاينبغي ان يُصنف ضمن المجتمعات السلمية؛ وبناءاً على تجاربنا فإن الأسر التي تنعم بأمهات صالحات تقدم ابناءاً صالحين لمجتمعاتهم ايضا".
واستدل الشيخ الأراكي في هذا الجانب، بقول القران الكريم حول النبي نوح (عليه السلام) الذي وصف ابنه بانه "عمل غير صالح" وذلك لأنه تربى عند امرأة غير صالحة ايضا.
واضاف : كما في الحديث الشريف [امهات رحيمات لولا مايأتين من أزواجهن لدخلن الجنة بغير حساب]، نرى ان الاسلام اعطى مكانة كبيرة للمرأة والتي لم تعطى للرجل؛ فالاسلام يؤكد ان الأمهات (المسلمات) تدخلن الجنة بغير حساب لكن بشرط واحد وهو ان تكون وفيةً لزوجها؛ وهذا الشرط بعينه يكفي لتربية المجتمعات الانسانية لأن المراة اذا كانت وفية لزوجها وادت شروط الطاعة له فذلك يعني انها تسهم في تقديم اسرة سليمة الي المجتمع.
واعرب الشيخ الاراكي في هذا الجانب، عن امله في ان يكون للمؤتمر المرتقب انعقاده في طهران المختص بالمرأة المسلمة، فائدة كبيرة من اجل تهيئة الاجواء المناسبة لتربية الاجيال المسلمة الصالحة والقادرة على ادارة المجتمعات الاسلامية.
وفي مايخص التقريب بين المذاهب الاسلامية قال سماحته "نحن نعتقد بان اكبر التحديات التي تواجه الامة الاسلامية في العصر الحاضر هو الصراع الداخلي الناتج عن الفرقة والتشرذم في مجتمعاتنا الاسلامية. مؤكدا على ان هذه الصراعات تهلك المجتمعات الاسلامية وتسبب في تأخرها وتخلفها، لأنها تستهلك الطاقات المحدودة في المجالات الغير صحيحة؛ الامر الذي يحول دون بلوغ المجتمعات الاسلامية اهدافها المرجوة؛ داعيا رجال العلم والمثقفين الى التحرك السريع نحو ازالة هذه الاشكالية التي تعتبر تحديا كبيرا امام كافة المسلمين.
هذا وتطرق الشيخ الاراكي الى "جامعة المذاهب الاسلامية" التابعة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب ودعا الوفد الاكاديمي الجزائري الى تكثيف اللقاءات مع زملائهم في هذه الجامعة من اجل الوصول الى صيغة تعاون مشتركة تهدف الى منهجية وتأصيل العلوم والمعارف الاسلامية المشتركة.
وفي ذات السياق اشار سماحته الى لقاءٍ جمعه بوزير الخارجية الجزائري في طهران خلال فترة انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز، حيث اقترح اية الله الاراكي على الوزير الجزائري انشاء مركز علمي اسلامي - برعاية الحكومة الجزائرية - يجتمع فيه علماء كافة الفرق والمذاهب الاسلامية لتداول الرأي ومناقشة ما ينبغي ان يناقش من مسائل اجتماعية او فكرية وثقافية بمختلف الصعد؛ مشيرا الى ان "هذا الاقتراح قوبل ترحيب الاخ الوزير الجزائري؛ ولعلّنا نتابع هذا الأمر معه ..".
هذا وكشف الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية عن ان المجمع يعتزم انشاء جامعة جديدة تحت عنوان "جامعة العلوم الانسانية الاسلامية"؛ مؤكدا "اننا ننوي من هذه الخطوة الى اسلامية المعرفة وليس اسلمة المعرفة ".
واوضح سماحته "نحن لا نعتقد بتحويل المعرفة والعلوم المختلفة الى علوم اسلامية وانما المطلوب هو تقييم المعرفة من المنظور الاسلامي ..." واضاف: توجد في مصادرنا الاسلامية مقولات معرفية كثيرة فيما يخص شؤون العلوم الانسانية على اختلاف فروعها، وبذلك يمكن لنا ان نؤسس لعلم انساني في اطار المعرفة الاسلامية".
واكد اية الله الاراكي ان "حالة التغير التي بدأت تظهر في كثير من مجتمعاتنا كالصحوة الاسلامية وغيرها، جميعها مطروحة في مصادرنا الاسلامية لكنها مبعثرة وغير ممنهجة اكاديميا ولذلك نرى أن تأسيس جامعة اسلامية تختص بهذا الجانب، اي انتاج علم اسلامي يشرف على هذه الحقول مع مقارنته بالعلوم الاخرى، تعد حاجة اساسية لمجتمعاتنا".
من جانبه أشاد نائب رئيس جامعة الجزائر عبد العزيز سلامي، بمقترح الشيخ الأراكي حيال المراة المثقفة المسلمة التي تساهم في بناء المجتمعات السليمة؛ وقال "اضافة الى البعد الاجتماعي والتربوي فهناك بعد آخر وهو الجانب العلمي والمعرفي للمراة المسلمة الذي تستطيع من خلاله ان تقدم أكبر نسبة من الخدمة للاسرة والمجتمع ..".
واضاف "هذا ماننوي التأكيد عليه في مؤتمرنا المشترك مع الإخوة في جامعة طهران حول المراة المثقفة؛ وهي المراة التي تعتمد في ميدان عملها على العلم والمعرفة وهي المرأة العالمة والمرأة الباحثة والاكاديمية وكل مايدور حول اهتماماتها بالامور العلمية والتقنية..".
وتطرق المسؤول في جامعة الجزائر الى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران ومايقدمه من جهود في سبيل لم الشمل الاسلامي وقال"يعتبر (المجمع) حلقة وصل كبيرة يجمع بين الناس الذين ينتمون الى دين واحد ..وله صدى كبير لدى الباحثين والمراكز العلمية والاكاديمية في العالم لاسيما بلدنا الجزائر"؛ مشيرا الى ان "صدى المؤتمرات والبحوث التي صدرت في اطار نشاطات المجمع العالمي للتقريب وصلت اليهم وباتت تاتي ثمارها".
الى ذلك، رحب نائب رئيس جامعة الجزائر بمقترح الشيخ الاراكي؛ وعلى غرار ذلك دعا الى تأسيس لجنة مركبة من علماء المسلمين وأساتذة الجامعات الإسلامية بالتعاون المشترك بين الجامعات الايرانية والجزائرية".
اعداد: حيدر العسكري.