خلال كلمته بمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي في بغداد؛
الدكتور شهرياري : يجب اشاعة مفهوم الاخوة بين المسلمين باعتبارها فريضة يتربى عليها الاجيال
قال الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري" : من الضروري اشاعة مفهوم الاخوة بين المسلمين في البلدان الاسلامية وخارجها، باعتبارها فريضة يجب تربية الاجيال عليها.
واضاف الدكتور شهرياري في كلمته، خلال "المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية" الذي بدا اعماله اليوم السبت في بغداد، "يجب تببين ما تستوجبه فريضة الوحدة الاسلامية من سلوك وتعامل، والتاكيد على ان هذه الفريضة الانسانية الاسلامية الهامة لا يمكن تحققها الا بازالة الاغلال من القلوب".
واعرب عن تقديره لقاء "الدعوة الكريمة" التي تلقاها لحضور هذا المؤتمر؛ مؤكدا : لقد منحني الحضور في مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية الفرصة للقاء العلماء والمفكرين والنخب من بلد المقاومة العراق الشقيق".
واشاد الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، بجهود راعي المؤتمر "ديوان الوقف السنى العراقي"، ومساهمة كل من جماعة علماء العراق ومجلس علماء الرباط المحمدي ودار الافتاء العراقية ومدرسة الامام الخالصي ومؤسسة العراق للتقريب والحوار، و"جيمع العاملين على اقامة هذا المؤتمر الهام والموقر".
واردف قائلا : ان الشكر موصول لمن اختار هذا البلد وهذا المكان لقعد المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية تحت شعار المسلم اخو المسلم..منطلقنا لبناء الانسان والوطن.
وتابع : مما لا شك فيه، ان التعاون البناء بين البلدين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية العراق ادى الى هزيمة داعش الذي صنعه الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي بقيادة من امريكا ودعم بعض الدول، واجبره على الهزيمة والتراجع؛ وهذا ما كان ليتحقق لولا جهود الجيش والحشد الشعبي ودعم المرجعية في العراق ومشاركة علماء المقاومة.
وتوجه بالخطاب الى القائمين على تنظيم مؤتمر بغداد الدولي للوحدة قائلا : ان هذا عمل عظيم انجزتموه بايديكم وايدي المجاهدين، و[ما النصر الا من عند الله العلي العظيم].
مضى فضيته الى القول : ان الله تبارك وتعالى وعدنا في كلامه بالنصر اذ قال [ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم]؛ وخلال القرنين الماضيين شهدنا الحروب وسفك الدماء والصراعات في العالم الاسلامي، وبسبب هذه المشاكل خصصنا هذا العام والعام التالي موضوع "المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية" في طهران بالامور التنفيذيه والاجراءات العملية المتعلقة بالوحدة الاسلامية والسلام وتجنب الفرقة والصراعات داخل العالم الاسلامي؛ وايضا هناك مؤتمرات اقليمية بمشاركة العلماء من انحاء البلاد سنة وشيعة كي نعلن بان "محاولات العدو لافتعال الخلافات بين امتنا الاسلامية وبين علمائنا الاعلام لم ولن تنجح ابدا ما دمنا في خدمة الاسلام والمسلمين وطالما فضلنا ثواب الاخرة على متاع الاخرة".
كما سلط الدكتور شهرياري، في ختام كلمته اليوم، على النقاط التالية في سياق تحقيق الوحدة الاسلامية الحقيقية وبلوغ الاهداف المرجوة عبر مؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي في بغداد :
اولا – من الضروري اشاعة مفهوم الاخوة بين المسلمين في البلدان الاسلامية وخارجها، باعتبارها فريضة يجب تربية الاجيال عليها. مع بيان ما تستوجبه هذه الفريضة من سلوك وتعامل والتاكيد على ان هذه الفريضة الانسانية الاسلامية الهامة لا يمكن تحققها الا بازالة الاغلال من القلوب.
ولا تتحقق الاخوة مع وجود الاغلال المادية والطائفية والعنصرية والذاتية الانانية، وبنظرة مثالية اسلامية نرى بان ما تشهده الساحة البشرية من اراقة دمار ودموع انما يعود الى الاغلال المسيطرة على المجتمعات؛ الامر الذي يجعل الانسان يقف بوجه اخيه الانسان، ويؤدي الى المحن والنوائب ويحول دون تحقق الاخوة الاسلامية والانسانية.
والاية الكريمة ترشدنا الى ذلك بقوله تعالى : [وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا] – الحجر 47.
وهذا نداء مشترك من ايران ومن العراق الى شعوب العالم الاسلامي بالاتحاد والانسجام الثقافي؛ وهذا المؤتمر الكريم قد اصاب كبد الحقيقة، حين عقد تجت شعار "المسلم اخو المسلم".
نحن نتطلع بان يخرج المؤتمر بنتائج من شانها ان نكرس روح الاخوة بين المسلمين وروح الوئام بين البشرية جمعاء، فالانسان اخو الانسان شاء ام ابى، ذلك ان ابناء البشرية جمعاء هم من اب واحد وام واحدة.
فالانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق"، كما يقول الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام؛ وقوله نظير لك في الخلق يعني ايضا الاخوة في طبيعة الانسانية وفي الفطرة وفي الامال والالام بين البشر جميعا.
ثانيا – جذور الارهاب لا يمكن استئصالها الا بتجفيف مصادر تغذيتها بالمال والسلاح وبالفكر المتطرف المتخلف. وهذا يحتاج الى تعاون شامل للامة اي لا تفتح ثغرات وتوفر اجواء تمكن الاعداء من توسيع نطاق هذه الظاهرة المؤلمة التي ترمي الاساءة الى الاسلام والمسلمين والى كل ما يحمله الانسان المسلم من شعائر مقدسة.
اننا في ارض العراق الحبيب، حيث التعددية القومية والمذهبية لقد شاءت قوى البغي ان تجعل من هذه التعددية وسيلة لتعكير الاجواء والاصطياد في الماء العكر ولكن هذا البلد الكريم بحكومته وشعبه وجيشه وفصائه الجهادية العاملة قد فوت الفرصة على الباغين واثبت بانه اقوى من محاولات التفرقة والتشتيت.
وبحمد الله قدم البلدان العراق وايران ما يمكن ان يكون نموذجا للوحدة الوطنية للعالم الاسلامي.
ثالثا : ان العلماء في مختلف بلدان العالم الاسلامي، لابد ان يركزوا على القدس الشريف باعتبارها القضية المحورية على الساحة الاسلامية والساحة العالمية ونؤكد بان السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم لا يمكن لان يستتب الا بازالة الازمات المتمثلة بالصهيونية العالمية والكيان الصهيوني كغدة سرطانية في المنطقة.
ان تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل خيانة كبرى للشعب الفلسطيني والامة عموما. وان جنوح بعض الدول الاسلامية لارتكاب التطبيع الشنيع مع الصهاينة يفتح الطريق امام ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الابرياء .
رابعا : لابد ان نؤكد على اهمية العمل الاسلامي المشترك والتنسيق على كافة المستويات من اجل وقف المعاناة وتخفيف اثار الازمات على ملايين المسلمين في العالم عامة والعالم الاسلامي خاصة.
كما لابد من الاهتمام الى قضايانا المعاصرة المشتركة مثل قضايا ومشاكل النازحين والمهاجرين والشباب والبطالة وازمات المياه ومشاكل الطاقة والغذاء والتغير المناخي وسائر القضايا المتعلقة بالعالم الاسلامي.
خامسا : يجب انسحاب القوات الاجنبية من منطقة غرب اسيا، وان هذه الاساطيل والقواعد العسكرية المتواجدة في المنطقة لا تؤدي الا الى تشديد بؤر التوتر والنزاع، ولا سبيل للسلام والوئام الا بازالة هذه البؤر العدوانية.
وفي الوقت نفسه ندعو الى التعاون والتعايش السلمي مع كل من يدعو الى السلام الحقيقي العادل بين البشرية.
سادسا : نحن في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بجمهورية ايران الاسلامية، ندعوا الى توسيع التعاون بين علماء البلدين والى الحوار المشترك والى لقاءات مشتركة وتبادل الزيارات بينهم.
ومن الضروري ان اذكر ان من مظاهر اهتمام العراق الشقيق بحكومته وشعبه لتجسيد معاني الاخوة، هو ما يحدث خلال مراسم احياء ذكرى اربعينية استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) سنويا، حيث الترحيب الانساني المنقطع النظير للوافدين على العراق بهذه المناسبة من مختلف قومياتهم ومذاهبهم بل واديانهم؛ انها الانسانية المترسخة في اعماق هذا البلد الحضاري العريق.
واخيرا لايفوتني ان اذكر ما اتفق عليه البلدان ايران والسعودية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، فهو ياتي في سياق ما يهدف اليه مؤتمركم من اعلان الاخوة بين البلدان الاسلامية للنطلق نحو غد افضل بعون الله تعالى ويتحقق فيه السلام والوئام وبناء الانسان والوطن.
شكرا لاستماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.