آية الله الاراكي في حوار مع (تنا) : وحدة العالم الاسلامي تشكل ضربة قاصمة للكيان الصهيوني

آية الله الاراكي في حوار مع (تنا) : وحدة العالم الاسلامي تشكل ضربة قاصمة للكيان الصهيوني
آية الله الاراكي في حوار مع (تنا) : وحدة العالم الاسلامي تشكل ضربة قاصمة للكيان الصهيوني

على اعتاب احياء اليوم العالمي للقدس ، التقى مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) آية الله الشيخ محسن الاراكي ، في محاولة لتسليط الضوء على أبعاد وحدة الامة الاسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني ، و اهمية مسيرات يوم القدس العالمي في هذا الصدد ، حيث اوضح سماحته قائلاً : لاشك أن وحدة العالم الاسلامي تشكل عاملاً هاماً و رئيسياً في افشال مخططات الاعداء و احباط  دسائسه و مؤامراته .

و اضاف آية الله الاراكي : من الواضح  أن وحدة العالم الاسلامي  تعتبر مسألة عقلية  و كذلك شرعية . إذ يقول عزّ من قائل في كتابه العزيز «وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ ريحُکُمْ» ، و هذا يعني أن الله تعالى يعتبر النزاع  مدعاة  لضعف المجتمع الاسلامي . و إذا ما ضعف المجتمع الاسلامي تلاشت هيبته ، و حينها تكون قيم  هذا المجتمع  و ارضه و كيانه عرضة لهجوم الاعداء . و لهذا لابد لنا من العمل بنحو يدخل اليأس في نفوس الاعداء و تبديد آماله  في تنفيذ مشاريعه ومخططاته  التي تستهدف الاسلام و المجتمع الاسلامي و كيان الامة الاسلامية .

و يرى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن واحدة من اهم الحروب التي نخوضها اليوم ضد الكيان الصهيوني تكمن في الحرب النفسية ، مضيفاً : و لهذا فأن بوسع وحدة العالم الاسلامي أن تلحق ضربة قاصمة بجسد الكيان الصهيوني ، و بمقدورها أن تزلزل هذا الكيان بالكامل من الناحية النفسية .

و اردف سماحته : الكيان الصهيوني يعاني أساساً من التداعي و الاضمحلال ، و أن القوى الكبرى و عدداً من حكام دول المنطقة تحاول إطالة عمر هذا الكيان الغاصب للقدس لبعض الوقت من خلال الدعم اللامحدود الذي يقدم له . و لهذا فإذا ما اردنا انهاء عمر هذا الكيان قريباً ، لابد لنا من تعزيز و ترسيخ وحدة المجتمع الاسلامي  أكثر فأكثر .
 
القضية الفلسطينية المظلة لبلورة الوحدة الاسلامية
و لفت آية الله الاراكي الى أن بوسع القضية الفلسطينية أن تشكل المظلة التي يستظل بها جميع شرائح و فئات المجتمع الاسلامي ، مشيراً الى أن الكيان المحتل للقدس يهدد العالم الاسلامي بأسره ، و يكن العداء لجميع المسلمين دون استثناء ، إذ انه يقتل السني مثلما يقتل الشيعي .

و اضاف سماحته : بما ان عدونا واحد ، لذا ينبغي لنا أولاً  توحيد صفوفنا تجاه هذا العدو ، و مثل هذا الامر يتطلب أن يكون المجتمع الاسلامي متعاضداً و موحداً . و لا يخفى أن وحدة المجتمع الاسلامي تمنح العالم الاسلامي قوة و هيبة و تشكل عاملاً فاعلاً في دحر العدو و هزيمته . كذلك إذا ما حرصنا على وحدتنا و حافظنا عليها ، سوف تبدد آمال العدو  بالنفوذ الى داخل المجتمع الاسلامي ، و يصاب  باليأس و الاحباط .
  
ليكن شعار يوم القدس وحدة المجتمع الاسلامي
و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :  عندما يعجز العدو عن الحاق الاذى بنا من الخارج ، فأنه يحاول الاساءة الينا في الداخل . و مما يؤسف له ان المجموعات التكفيرية و المتطرفة تحاول اليوم ضرب المجتمع الاسلامي من الداخل . فإذا ما حافظنا على تضامننا و وحدتنا ، فسوف يعجز الاعداء عن الحاق الاذى  بنا على صعيد الداخل ايضاً . و لهذا يتحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على الوحدة و صيانتها ، مسؤولية يحتمها العقل مثلما ينص عليها الشرع . حيث تؤكد النصوص القرآنية ، و كذلك الروايات الواردة عن الرسول الاكرم (ص) ، على  صيانة الوحدة الاسلامية  باعتبارها فريضة ، بل من اهم الفرائض الدينية .

و أوضح  آية الله الاراكي :  نأمل ان يشارك المسلمون جميعاً اينما وجدوا ، شيعة و سنة ، ايرانيون و غير ايرانيين ، بصفوف متراصة  متكاتفين و متعاضدين ، في مسيرات اليوم العالمي للقدس . و ليكن شعار يوم القدس وحدة المجتمع الاسلامي . إذ أننا في ظل هذا الشعار ، نستطيع ان نخطو  بخطوات راسخة  على طريق  وحدة الامة الاسلامية ، و ارعاب  العدو  و زلزلة  اركان الكيان الصهيوني .
 
لولا  تخاذل حكام بعض الانظمة العربية  لما وجد الكيان الصهيوني اصلاً
و حول الاسباب التي تدعو الكثير من الدول العربية الى التزام الصمت إزاء القضية الفلسطينية ، يوضح آية الله الاراكي : لقد وجد الكيان المحتل للقدس  بالتنسيق مع  العديد من الانطمة في المنطقة  نظير النظام السعودي ، و لولا خيانة بعض الحكام  و القادة العرب  و تواطأهم  مع المستعمرين ، لما وجد الكيان الصهيوني اصلاً .

و خلص آية الله الاراكي للقول : لقد زرعت نطفة الكيان الصهيوني  بناء على  تخاذل و خيانة  قادة عدد من الانظمة الرجعية في المنطقة ، و لهذا فأن الامر الذي كان مدعاة  لظهور هذا الكيان لازال يشكل سبباً في بقاء هذا الكيان ايضاً . أن بقاء هذا الكيان مدين لخيانة بعض الحكام العرب و الحكام العملاء ، الذين  يحاولوا بكل السبل دعم هذا الكيان و الاطالة في عمره . و لكن يجب ان يعلموا أن هذا الكيان زائل دون محال ، و مع الزوال المحتوم لهذا الكيان ، سوف  تنهار اركان الانظمة العربية التابعة  للاستكبار دون شك .