آية الله الاراكي في مراسم احياء ذكرى شهداء " السابع من تير" : النفاق شكّل العقبة الكبرى امام مسيرة الانبياء
أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن النفاق ظاهرة معقدة ، لافتاً الى أنه كلما اقترب اكثر من الجهاز الحاكم و نفذ الى دائرة صنع القرار ، كان خطره أكبر و أعظم .
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها آية الله الشيخ محسن الاراكي ، عصر الاثنين ، في الحفل التأبيني الذي اقيم بمدينة سنجان - احدى توابع المحافظة المركزية - بمناسبة ذكرى شهداء " السابع من تير " - حادث تفجير مقر حزب الجمهورية الاسلامية في طهران - و تكريم الشهداء من ابناء المحافظة المركزية الذين استشهدوا دفاعاً عن مرقد السيدة زينب (ع) ، التي استهلها بالاشارة الى الآية الشريفة «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، موضحاً : أن ظاهرة النفاق شكلت على الدوام منذ الايام الاولى لانطلاق حركة الانبياء ، بمثابة عقبة رئيسة في طريق الانبياء و مشكلة حقيقية امام المجتمع الانساني .
و أضاف سماحته : على مرّ التاريخ كان الانبياء ينتصرون دائماًعلى جبهة الكفر ، ولكن العقبة التي كانت تواجهها حركة الانبياء خاصة بعد تحقيق النصر ، كانت تتمثل في تيار النفاق ، و أن القرآن الكريم يشير الى تيار النفاق الذي تمثل في حركة قوم بني اسرائيل بشيء من التفصيل .
و لفت آية الله الاراكي الى أن تيار النفاق يلجأ في العادة الى التوطئة و التآمر في ذروة الانتصار الذي يحققه الانبياء ، موضحاً : عندما يكون رسل السماء في ذروة انتصاراتهم ، أي تحقق حكومة العدل الالهي ، في هذه الاثناء يخرج المتآمرون و يحاولون خلق المشكلات من خلال الاساليب المنافقة .
و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن النفاق ظاهرة معقدة موضحاً : احياناً يكون النفاق في دائرة بعيدة عن مراكز صنع القرارات الحكومية ، فأن المخاطر المترتبة عليه تكون محدودة ، و لكن كلما اقترب من دائرة الجهاز الحاكم و نفذ الى دائرة اتخاذ القرار يكون أكثر خطورة ، و لهذا كثيراً ما يؤكد سماحة قائد الثورة المعظم على توخي الحيطة و الحذر ازاء نفوذ العدو الى مراكز صنع القرار و ضرورة التنبه الى ذلك . لافتاّ سماحته الى عبارة الامام الخميني ( قدس سرّه) التي يقول فيها : " يعتبر النفاق احد أكبر المخاطر التي هددت و تهدد المجتمعات ، ولهذا ينبغي أن نكون في غاية الحذر تجاه ذلك .
و أوضح آية الله الاراكي بأن ثمة تيار آخر يقف في مواجهة تيار النفاق ، ألا و هو التيار التي يحمل لواء المدافعين عن القيم الالهية ، مضيفاً : ثمة رجال يقفون كالطود الشامل في مواجهة جبهة النفاق و التصدي له بكل بساله ، و ان الشهيد آية الله بهشتي كان من هؤلاء الرجال ، الذي حاول غداة انتصار الثورة الاسلامية التصدي للتيار المنحرف و جبهة النفاق بكل قوة و حسم .
و تابع سماحته : آية الله بهشتي كان من الشخصيات الفذة التي أولت اهمية كبرى لمواجهة الانحراف و بذلت كل ما في وسعها للتصدي للتيارات المنحرفة و احباط مخططاتها .
و أردف : أن أي تقاعس أو تهاون في هذا المجال من الممكن أن يمهد الطريق لنفوذ الاعداء ، و لهذا ينبغي للجميع خاصة حماة جبهة النضال ، التحلي بالوعي و البصيرة في هذه الحرب .
و أضاف آية الله الاراكي : العدو لم يأتي اليوم الى الحرب مدججاً بالسلاح ، و إنما يخوض الحرب ضد الجمهورية الاسلامية من خلال المواقع الالكترونية ، و القنوات الفضائية ، و أدب القصص و الروايات . و لهذا فأن مسؤولية في غاية الخطورة تقع على عاتق علماء الدين ، و المسؤولين عن المراكز الثقافية ، و اساتذة الجامعات ، و كافة الناشطين في الميادين الثقافية .
و مضى سماحته يقول : لابد من العمل على ردع الصدع و تلافي نقاط الرخوة و تحصين الجبهات الداخلية ، و تفويت الفرصة على الاعداء و احباط محاولات النفوذ و الاخترق .
و خلص آية الله الاراكي للقول : أن ما نشهده اليوم من مكاسب و انجازات كبرى تفخر بها ايران الاسلام ، إنما هي حصيلة جهود و خبرات ابناء هذه الارض المؤمنين الاتقياء ، و نتاج المساجد و الحسينيات العامرة ، و ببركة مودة الامام الحسين (ع) و الائمة الاطهار (ع) ، التي تغمر هذه الارض الطيبة .