آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة اراك : تواطىء آل سعود مع الكيان الصهيوني مدعاة لهيمنة الصهاينة على العالم الاسلامي

آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة اراك : تواطىء آل سعود مع الكيان الصهيوني مدعاة لهيمنة الصهاينة على العالم الاسلامي
آية الله الاراكي في صلاة الجمعة بمدينة اراك : تواطىء آل سعود مع الكيان الصهيوني مدعاة لهيمنة الصهاينة على العالم الاسلامي

في كلمة لسماحته في حشود المصلين سبقت خطبتي صلاة الجمعة بمدينة اراك ، أشار آية الله الشيخ محسن الاراكي الى ان ما يجري اليوم في يوم القدس العالمي إنما هو استجابة اجيال الثورة لنداء الامام الخميني (قدس سره) ، و مؤشر على تجديد امة الاسلام  لحياتها ، و أن هذه الحياة سوف تتوج بالانتصار المحتوم للامة الاسلامية ، و هزيمة الاعداء و دحرهم .

و أضاف سماحته : أننا في ايران ،و كأمة اسلامية ، يجب ان نكون واثقين من ان النصر المحتوم حليفنا  في  المواجهة مع الاستكبار العالمي ، و لا يخفى ان سرّ النصر يكمن في المقاومة .

و أوضح آية الله الاراكي : يحدثنا التاريخ بأن ابناء ابراهيم عندما صبروا و قاوموا العدو بكل بسالة بمختلف أشكال المقاومة ، منّ الله تعالى عليهم بمقام الزعامة و الامامة ، مما يدل على اهمية موضوع المقاومة .

و لفت آية الله الاراكي الى ان المجتمعات الانسانية تحقق الاهداف الالهية الكبرى عن طويق المقاومة ، موضحاً : أن احدى النعم الكبرى التي منّ بها الله تعالى على شيعة آل محمد (ص) ، تمثلت في اختيار القادة العدول ، و نحن نفخر بأن الذي يقود مجتمعنا الاسلامي وجود  نبي الاسلام المكرم (ص) و أمير المؤمنين (ع) .. أمير المؤمنين (ع) الذي هو معيار العدل الالهي ، و نحن نفخر بان لدينا قادة أمثال ولي العصر (عج) و الائمة الاطهار (ع) .

و تابع سماحته : في ظل وجود امثال هؤلاء القادة ، استطاعت أمتنا ان تمهد الارضية لتربية شخصيات كبرى تتسم بالعدالة ، ذلك ان احضان مثل هذا المجتمع تعتبر بمثابة احضاناً لارساء العدل و المضي قدماً لتحتل موقعها كأسوة و قدوة .

و أضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : المجتمع الذي بوسعه تربية امثال هؤلاء القادة الذين يجعلون من المجتمع مجتمعاً عادلاً ، يصبح بالتدريج مجتمعاً أسوة و قدوة و تكون له الريادة على الصعيد العالمي ، غير أن تحقق مثل هذا المجتمع بحاجة الى الصبر و المقاومة .

و مضى سماحته يقول : اذا ما ابتلي المجتمع بالضعف و الهوان ، و حلّ التدني محل السمو ، و فضّل القبح  بدلاً من الجمال ، و إذا ما اضحت مبادىء و قيم هذه المجتمع بشكل معكوس ، سوف يتسلط الحكام الظلمة على هذا المجتمع و يتحكموا بمقدراته .

و أوضح آية الله الاراكي : المجتمع الذي يتخلى عن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و عن المحافظة على القيم و صيانتها ، و يدير ظهره للمبادىء و القيم و لا يعبأ بها ، و يتقاعس عن المقاومة من أجل كل ذلك ، فان مثل هذا المجتمع يكون عرضة لتجسيد القانون الالهية بأن يسلط عليه الحكام الظلمة ، و أننا اليوم نواجه مثل هذه الحالة في بعض البلدان الاسلامية .

و تساءل سماحته : لماذا يهيمن اليوم الاستكبار العالمي و أشخاص امثال آل سعود  و آل خليفة  ، الذين هم مظهر الخباثة و التخلف و الظلم و الوحشية ، على مقدرات الدول ؟ مضيفاً : أن الذي قاد لان تبتلي المجتمعات الاسلامية  بمثل هذا الواقع المؤلم هو ، أن هذه المجتمعات لم تفعل ما كان ينبغي لها فعله عندما كان ينبغي لها أن تقاوم الاستعمار  و ان توحد صفوفها في مواجهة العدو . لو أن المجتمع الاسلامي كان مجتمعاً مبدئياً عندما حاول الاستعمار البريطاني فرض سيطرته على الارضي الفلسطينية  و عمل على تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب ، و كان مستعداً للمقاومة و الدفاع عن ارضه و عزته و كرامته ، و قدّم عدداً من الشهداء ، و نهض صفاً واحداً في التصدي للبريطانيين ، لكان بوسعه صيانة عزة المجتمع الاسلامي و قطع دابر الاشرار من المجتمعات الاسلامية . غير أنه ما يؤسف له هو أن المجتمع الاسلامي يومئذ كان يعاني من الضعف و التشتت و لم  يظهر اية مقاومة  ، و كانت نتيجة ذلك أن نشهد المزيد من القمع و القتل و اراقة الدماء في فلسطين المحتلة طوال اعوام متمادية .

و اضاف آية الله الاراكي : لقد تذرع البعض بأن العدو يمتلك القوة ، محاولين من خلال ذلك تثبيط ارادة المجتمع و اضعافه ، و كانت النتيجة ليس أن يقوم الصهاينة بتهجير و تشريد الشعب الفلسطيني فحسب ، و لا  فرض الحروب المتتالية على الدول الاسلامية و تدمير بنيتها الاساسية  فقط ، و إنما أخذنا نشهد  تشكّل قوة استكبارية في قلب العالم الاسلامي تسعى للتلاعب بمقدرات المجتمع الاسلامي ، حتى أن الصهيوني باتت اليوم تطمع في الهيمنة على ارض الحجاز ايضاً .

و لفت سماحته : أن حكام آل سعود ، و من خلال  تواطأهم  مع الكيان الصهيوني ، بصدد  تكريس هيمنة الصهاينة على العالم الاسلامي .

و في جانب آخر من كلمته ، أشار آية الله الاراكي الى أن الثورة الاسلامية اندلعت في ايران بقيادة الامام الخميني الراحل ، في وقت كان الاستكبار العالمي يفرض هيمنته على العديد من دول المنطقة ،  لافتاً الى ان ايران الاسلامية تقتدي بالامام علي بن ابي طالب (ع) ، و علي (ع) رمز المقاومة .. نهج علي يعني طريق المقاومة ، و طريق المقاومة يعني طريق النصر .  

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : المجتمعات الاسلامية  بحاجة ماسة اليوم الى المقاومة ، و لهذا ينبغي لها الحرص على روحية المقاومة و وضعها في طليعة أولوياتها .

و أشار آية الله الاراكي الى مسيرات يوم القدس العالمي التي شهدتها العديد من البلدان الاسلامية ، لافتاً الى أن المسيرات الحاشدة التي شهدتها كل من ايران و فلسطين و سورية و للبنان و العراق و اندونيسيا و غيرها من البلدان الاسلامية ، تدل بوضوح على أن روحية المقاومة بدأت تنتشر في اوساط  المجتمعات الاسلامية  بنحو يبعث على الامل في ترسيخ  مبدأ المقاومة في العالم الاسلامي  و التطلع لأهداف سامية كبرى ، حتى أنه يمكن القول بكل جرأة  ان الطريق باتت معبدة لهزيمة العدو  و دحره .

و مضى سماحته يقول : فاليوم اذا ما استطاع  ابناء عزة مقاومة  الكيان الصهيوني ، و إذا ما تمكن الشعب اللبناني من تحرير جنوب لبنان ، و أن الشعب السوري يقف على اعتاب دحر التكفيريين و اعداء الاسلام  و تحقيق نصره المؤزر ،  فأن كل ذلك قد تحقق  ببركة المقاومة الاسلامية .

و أضاف آية الله الاراكي : أننا نرى اليوم أن اميركا تعتبر حزب الله اللبناني عدواً  لها ،لأن حزب الله هو بمثابة الشوكة في عيون اميركا ، نظراً لانه فضح عجزها . و أن خشية اميركا من الاتحاد بين ايران و حزب الله ، يعد بمثابة وسام فخر لايران ، و أن ايران تفخر بذلك .  

و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : أن الحرب الدائرة اليوم في سوريا ، إنما هي بين جبهة المقاومة من جهة ، و بين اميركا و الكيان الصهيوني و الدول الحليفة للكيان الصهيوني من جهة أخرى .. أنها حرب الاستكبار ضد المقاومة الاسلامية .