المجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الإسلامیة - الشؤون الدولية
حديث التقريب ... بهشتي داعية وحدة الامة
حديث التقريب
بهشتي داعية وحدة الامة
في مثل هذا اليوم (الثامن والعشرين من شهر حزيران) سنة 1981 تعرّضت الجمهورية الاسلامية الايرانية لأفظع جريمة ارهابية، فقد اجتمع أعضاء حزب الجمهورية الاسلامية في مقرّه، بحضور جمع غفير من اعضائه بينهم الوزراء ونواب المجلس وكبار المسؤولين، وقام آية الله السيد محمد حسين بهشتي فيهم خطيباً وإذا بقنبلة موقوتة وضعها أحد المنافقين تحت منصة الخطابة تنفجر لتحول المبنى الى أنقاض نزلت على رؤوس الحاضرين، وأدت الى استشهاد 72 منهم وجرح عدد آخر، وكان من المستشهدين في هذه الحادثة البهشتي الكبير، وهو الرجل الاسطورة في فكره وجهاده وتنظيره وحكمته وعقله وصبره وإدارته لدفّة أمور البلاد في أصعب الظروف التي مرّت بها بعد انتصار الثورة الاسلامية.
حديثنا عن شخصية هذا الرجل الكبير فيما يرتبط بالدعوة الى الوحدة الاسلامية. ولكن هذا الحادث الجلل يقتضي ان نقف قليلا عند الظلم الاعلامي الذي تعرضت وتتعرض له الجمهورية الاسلامية في اتهامها بالارهاب. لا يوجد بلد في العالم على ما نعلم تعرّض للارهاب مثل ما تعرضت ايران الاسلام، وحادثة الانفجار التي نتحدث عنها واحدة منها والمدهش انها خرجت من كل واحدة منها مرفوعة الرأس، وجعلت الجماهير اكثر صلابة ووعيا وتمسكّا باهداف الثورة الاسلامية والتفافاً بقيادتها.
ظاهرة فريدة يجب ان تسجّل للاسلام، ولقدرته على المقاومة أمام حرب استمرت 8 سنوات وامام إرهاب غزّته الصهيونية واميركا والدوائر الاستكبارية الاوروبية ولا تزال تغذّيه لمحاربة هذه الولادة الاسلامية.
واما بشأن بهشتي ودعوته الى وحدة الامة، فهو منذ بداية تحركه كان على وعي فكري وعملي بضرورة اتحاد العالم الاسلامي فكان يردد دائماً إن المسلمين يجب أن يتجهوا الى قبلة واحدة في فكرهم وسلوكهم وتلاحمهم وتعاضدهم كما يتجهون في صلاتهم نحو الكعبة. ويجب أن يطوفوا حول محور واحد في حياتهم كما يطوفون في حجهم نحو الكعبة.
ومما كان يؤكد عليه الشهيد بهشتي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ أن النزاع بين المسلمين كان على مرّ التاريخ وراءه الجهل.. جهل كل فريق بالمدرسة الفكرية للآخر، ولو كان بين المسلمين تبادل معرفي لما تفرّقوا ولعرفوا أنهم ينتمون الى مدرسة واحدة.
لقد برزت دعوة الشهيد بهشتي الى الوحدة بروزاً واضحاً حين كان لسبع سنوات اماماً للمركز الإسلامي في هامبورغ بالمانيا. لايزال المسلمون في المانيا يتبادلون الحديث عن ذكريات ما تركه بهشتي هناك من ألفة وتحابب وتآخ بينهم.
وهذا يدل على أن الرجل كان يحمل صدراً واسعاً يستوعب الجميع، وقلباً كبيراً يضم الجميع.
لقد أدرك طغاة العالم مكانة الرجل وقدرته على أن يكون عضداً قوياً للإمام الخميني ـ رضوان الله عليه ـ فتآمروا عليه في حياته كثيرا، وأثاروا حوله الشبهات والافتراءات لكنه صبر وواصل طريقه بكل عزم وإرادة وثقة بالله تعالى، وحين وجدوا فيه العزيمة على المضيّ والقدرة على المواصلة انتقموا منه على يد عملائهم الارهابيين، فقطعوا اشلاءه، لكنه تحولّ من فرد الى أمّة. كل الشعب الايراني هبّ بعد حادث التفجير ليعلن ولاءه للامام ولمبادئ الثورة، ولايزال الشهيد المظلوم بهشتي يعيش في وجدان الأمة خاصة فيما يرتبط بدعوته الى الوحدة. هذه الدعوة التي تحولت الى مبدأ خاص من مبادئ دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية.. وهو المبدأ الذي كان وراء تدوينه هذا الرجل الكبير.
إنه ينص على ما يلي:
بحكم الآية الكرية: "انه هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" يعتبر المسلمون جميعاً أمة واحدة، وحكومة الجمهورية الإسلامية الايرانية مكلفة أن تقوم سياستها العامة على إئتلاف وإتحاد الشعوب الإسلامية، وأن تسعى إلى تحقيق الوحدة السياسية والإقتصادية والثقافية في العالم الإسلامية".
فسلام على بهشتي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية