حديث التقريب .. العدو الصهيوني ينتقم من الشعب السوري
العدو الصهيوني ينتقم من الشعب السوري
مهما كان الراي في النظام المنهار بسوريا فإن الذي لا شك فيه أن شعب هذا البلد العزيز قاوم الاحتلال الصهيوني وقدّم قوافل الشهداء دفاعًا عن عزّته وكرامته بلى عزّة أمته وكرامتها.
إن العدوّ الصهيوني خلال العقود الماضية تآمر على سوريا مرارًا لكنه واجه مقاومة شعبها ومقاومة الجبهة المساندة فرجع على أعقابه خاسرًا خائبا.
الاحتلال الصهيوني حارب سوريا عسكريًا واستخباراتيًا واقتصاديًا، وسعى عن طريق جواسيسه الى شلّ اقتصاد الشعب السوري وإضعاف معنويات الجيش السوري، لكنه واجه شعبًا مفعمًا بالحيوية والوعي والنشاط والتدبير.
واليوم فإنه وجد الفرصة سانحة للانتقام من هذا الشعب الأبيّ، فراح ينتقم بشراسة ويشنّ حوالي أربعمائة غارة استهدفت مرافقه الحيوية والبنى التحتية وجميع مقومات حياته وصموده من مراكز عسكرية ومستودعات ذخيرة وطائرات مقاتلة.
إنه يبتغي تحويل هذا البلد المقاوم الشهم الى أرض محروقة منزعة السلاح لا حول لها ولا قوة .
لقد استطاع حتى الآن أن يحقق بعض أهدافه الدنيئة وسط اشتغال الشعب السوري باعادة تنظيم شؤونه وتضميد جراحه، استطاع أن يحقق بعض أهدافه بعد عمليات مكثّفة مارسها الاحتلال لفرض حالة الاستسلام والتطبيع في المنطقة وبعد محاولاته لخلق أجواء من اليأس والاحباط تجاه محور المقاومة.
إن الأخبار تتوالى بشأن احتلال اسرائيل لأجزاء من الأرض السورية. وإذا استمرّ هذا الوضع دونما رادع ومقاومة قإن سوريا سيشملها لاسمح الله ما شمل فلسطين من احتلال وتشريد وقتل وتخريب.
إن ما ينزل بسوريا اليوم من عدوان صهيوني إنما هو عدوان على كل العرب وعلى كل المسلمين، ولابد من إقدام عاجل لمواجهة هذا العدوان وللدفاع عن أرض سوريا وشعبها.
إن السلاح الجوي والأرضي الذي تدمره اسرائيل ليس بسلاح هذا النظام أو ذاك، وإن هو سلاح شعب سوريا والشعوب العربية والاسلامية والشعوب المحبة للسلام. وما تَقِدم عليه إسرائيبل من إبادة هذا السلاح فإنما تمهد لتحقيق مشروعها القديم الجديد من إعادة ترتيب المنطقة وفق خارطة ما يسمى الشرق الاوسط الجديد، ومن ثم الامتداد من النيل الى الفرات.
ومن الواضح في خطاب الاعلام الصهيوني والاعلام المتربط بهذا العدوّ المحتل أنه يستخدم سلاح الطائفية وسلاح العصبيات القومية للإمعان في الغارة الاسرائيلية على سوريا.
نؤكد مرة أخرى انطلقا من أهدافنا في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أن خطاب التمزيق الطائفي والعنصري بدأ يعمل ليل نهار من أجل أسناد الصهاينة في عمليات التمزيق والإضعاف وفرض حالة اليأس والاحباط في سوريا.
في مثل هذه الظروف يتحمل العرب والمسلمون وأحرار العالم كافة حكومات وشعوب مسؤولية إنقاذ سوريا من مخالب الاحتلال.
وعلى العالم الحرّ بكافة شعوبه أن يهبّ بصوت «مرتفع وموقف موحّد وصلب لمساندة الشعب السوري فيما يتعرض له من عدوان.
إن ما تعرّض ويتعرض له لبنان وغزّة وسوريا قد كشف النقاب بوضوح عمّا يكّنه الصهاينة للشعوب عامة ولشعوب المنطقة بشكل خاص إنهم لا يتورّعون عن ارتكاب أبشع الجرائم لتحقيق أهدافهم المشؤومة. ولا يمكن أن يرتدعوا عن غيّهم إلاّ بالمقاومة.
إن أوضاع المنطقة قد شَغَلت موقتا ونسبيًا محور المقاومة عن ممارسة دوره في التصدّي للعدوان، ولكن الجذوة التي أوقدها الله سبحانه في نفوس الاحرار لا يمكن أن تنطفئ، ولا يمكن للشجرة الطيبة التي ضربت بجذورها في نفوس الشعوب الحرة أن لا تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها.
وإنّ غدًا لناظره قريب ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا، وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية