وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/صفحة 426/
لقد رأى الجامدون في غير المواد الفقهية المنقطعة عن الحياة المتجددة. . المنقطعة عن أفعال المكلفين. . المتحركة فقط في صحيات المعممين الهستيرية. لقد رأى الجامدون في غير هذا الفقه المسموح على رغمه. رأوا في غيره هرطقة وكفراً، وضلالا، وإفساداً للدين؟
فمن المتخلف: الفقه، أم هؤلاؤ الفقهاء؟
لقد تعلموا السحر ونسوا العم اذى أمرهم بتعلمه، ونسوا فلسفة أمره هذا.
ليست له دولة؟. هم أضاعوها، وهم يستطيعون أستعادتها شرط أن يكونوا فقهاء لاسحرة.
* * *
حسناً هذا نقد عام غامض لأوضحه بمثال:
يدرس الفقيه قوانين اللغة وعلومها الأدبية. هذا لا غبار عليه، فدراسة هذه المواد ضرورية بوصفها آلات لفحص النص شكلا ومحتوى، تركيباً ومعطى، تحت عملية الاستنباط. الأديب ليس أكثر حاجة إلى هذه الآلات من الفقيه. قد يستغنى عنها الأديب إذا صح أن نسمى المكتفى بالهبة أديباً. أما الفقيه فلا يستغنى عنها إلا حين يستغنى الجراح عن المسبار والمشرط، والناقد عن المحك والمعايير، والمهندس عن الفرجار والمثلثات.
وفي المنطق والكلام والأصول العلمية من التفكير الفلسفى ما يكفيه لاستخدام المبادىء العقلية في عملية الاستنباط الاجتهادية.
كان هذا مع ما ينضم إليه مما يسمى علوماً إسلامية يكفيه في يوم ما، وقد تقدمت الحياة، وتعقدت، واستحدثت حاجاتها علوماً لا يستغنى عنها في فهم (أفعال المكلفين، وتنظيمها والحكم عليها. أفعال المكلفين التي ينتصب لها الفقه، ويتخذها موضوعه، ويخضع لها استنباطه واجتهاده أفلا يحسن أن يوليها نظره؟ ولعل الأصح أن نوجه السؤال إلى الفقهاء لا إلى الفقه، فالفقه يتبناها