وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 346/
أنه شأن له خطره في الحياةالاجتماعية، والمعاملات التي لا غنو للناس عنها، لأنه أكل في ظل صورةمن العدل، ظاهرها الكيل والميزان، وباطنها انتقاص الحقوق والخديعة في استلاب الأموال.
وإذا كان السارق بجريمته لا يجد شيئا يستتر به فإن منتقصي الكيل والميزان يرتكبون جرائمهم باسم المعاملة. وباسم معيار العدالة، فجريمتهم أشد إثما عند الله وأعظم وزرا، ولو لا سنة التعامل العام لكان قطع اليد هنا أحق وأولى. والطمع في الأموال عن طريق الكيل والميزان علة قديمة مزمنة، عرفها أرباب الطمع والشره منذ عرف الناس البيع والشراء، وقد قص الله سبحانه وتعالى علينا من أنباء الأمم، أنه أهلك قوم شعيب بما تفشى فيهم من الظلم بأكل الأموال عن طريق التطفيف في الكيل والميزان، وبخس الناس أشياءهم، واقرأ في ذلك قوله تعالى في سورة لأعراف: ((وإلى مدين أخاهم شعيبا، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم، فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)). وانظر كيف يأتي هذا النهي، وهو النهي عن الإفساد في الأرض وقد هيأها الله بعناصر الخير والصلاح، بعد الأمر بإيفاء الكيل والميزان، واقرأ في سورة الشعراء: ((كذب أصحاب الأيكة المرسلين، إذ قال لهم شعيب، ألا تتقون إني لكم رسول أمين، فاتقوا الله وأطيعون، وما أسألكم عليه من أجر، إن أجري إلا على رب العالمين، أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين، وزنوا بالقسطاس المستقيم، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين)). واقرأ مثله أيضا في سورة هود، قص الله علينا ذلك كله المرة بعد الأخرى عن قوم شعيب، وبه كان الأمر بإيفاء الكيل والميزان، أصلا من أصول الرسالات الإلهية السابقة، شأن هذه الوصايا العشر كلها، وقد جاءالأمر به في سورة الأنعام كما نرى، كما جاءفي سورة الإسراء: ((وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم، ذلك خير وأحسن تأويلا)). وقد جاء في القرآن سورةخاصة، ترشد إلى نكال هؤلاء الذين يعبثون بحقوق الناس عن طريق