وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 343/
السابقة، الشرك بالله ((ألا تشركوا به شيئا)) وقتل الأولاد ((ولا تقتلوا أولادكم)) وقتل النفس التي حرم الله ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله)) فإنها وإن كان الفعل المنهي عنه فيها أشد قبحا وأعظم جرما عندالله، من أكل مال اليتيم، وفعل الفواحش، إلا أنها ليست ذات دوافع نفسية يميل إليها الإنسان بشهوته، وإنما هي في نظر العقل على المقابل من ذلك، يجد الإنسان في نفسه مرارة من ارتكابها،و لا يقدم عليها إلا وهو كاره لها، أو في حكم الكاره، ولعل منشأ ذلك أن دلائل التوحيد بالنسبة للشرك مثلا، مظبوعة في النفوس البشرية ليس من السهل أن تتحلل منها، ولا من مقتضاها، فتكفر بها وتشرك بالله، وانظر إلى التعبير في قوله تعالى بالنسبة للشرك: ((ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)) وكذلك قتل النفس مع وجود دواعيه، لايقدم عليه الإنسان إلا بمحاولة نفسية عنيفة، يتردد ويقدم ويتأخر، ويقع من تردده وإقدامه في حيرةو اضطراب، أيفعل ويشفى نفسه، أم يعدل ويستريح؟ يعق في نزاع بينه وبين نفسه، وفي ظلمة هذا النزاع النفسي يقدم على الجريمةفيرتكبها، ثم لا يلبث أن يعود إليه شيء من الرشد، وحكم العقل، فيندم ويشتد ندمه، وانظر في ذلك تصوير القرآن وتعبيره عن هذه المحاولةالنفسية التي تملك على الإنسان قلبه وشهوته، بالنسبة الأول جريمة قتل وقعت بين أولاد آدم: ((واتل عليهم نبأ إبني آدم بالحق،إذ قربا قربانا، فتقبل من أحدهما، ولم يتقبل من الآخر، قال لأقتلنك، قال إنما يتقبل الله من المتقين: لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك، إني وذلك جزاء الظالمين)) هذا تعبير المقتول عن جريمةالقتل، وقد رأى عزيمةأخيه ((فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله)) ثم انظر إلى التعبير عن مآله وحسرته وما ارتطم فيه من الندم: ((فأصبح من الخاسرين، فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه، قال: يا ويلتا، أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي، فأصبح من النادمين)).