وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 232/
هذه النعمة الكبرى، كان لكل سورة منها، منهج خاص فيما عرضت له من أنواع تلك النعمة، وقد جاءت الفاتحة بالنسبة لسائرها في هذا الشأن، كما جاءت هي لجميع القرآن بالنسبة لكل ما تضمنته، جاءت، أماً تجمع فروع التربية وأنحاءها التي وزعت على السور الأربع، وتقاسمتها، فهي تقول: " الحمد لله رب العالمين " فتربط استحقاق الحمد لله بربوبيته للعالمين، والربوبية المطلقة تنتظم التربية الخلقية جسمية وعقلية، بالخلق والايجاد، كما تنتظم التربية التشريعية، بالوحي والرسالة، فكما لا خالق ولا مانح للعقل وقوى التفكير سواه، لا مشرع ولا مرشد ولا هادي سواه.
منهج الأنعام:
وتجئ بعد الفاتحة سورة الأنعام، فتثبت أيضا استحقاق الحمد لله وحده، وتسير في طريق نوع من أنواع التربية العامة وهو نوع الخلق والايجاد للكائنات وظواهرها " الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " ثم تسير في وصف عظمة الله في آياته الكونية، في سمائة وأرضه، في نباته وحيوانه، وتعرض لاستدلال ابراهيم على وحدانية الله بظاهرة البزوغ والأفول للأجرام السماوية التي لا ينفك الإنسان عن رؤيتها وتقليب بصره فيها " وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقفنين، فلما جن عليه الليل، رأي كوكبا، قال هذا ربي، فلما أفل، قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما أفلت قال يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ".
وأخيراً تقول في نتيجة هذا السبح الطويل: " بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شئ وهو بكل شيء عليم، ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل، لا تدركه