وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 55/
المحاكاة والضعف الذي كان يخشى منه على هذا الشعر إذا زال السلطان الرسمى للأمير، ورجع الأمر إلى الشعر وحده; فكانت الثورة عاملا مساعداً له على الفحولة والإجادة; لا جرم أن نفيه إلى أسبانيا في أثناء الحرب الكبرى هز شاعريته هزا; ولكننى اَجزم بأنه لو لم تسعده الثورة على المضى في اتجاه هذه الهزة، لطلق الشعر باتاً، كما طلقه المرحوم حافظ حينما استمرأ العيش في ظلال الخدمة، فأمعن في الحرص عليها!
تقرأ لشوقى في نهج البردة:
لما رنا حدثتنى النفس قائلة *** ياويح جنبك بالسهم المصيب رمى!
جحدتها وكتمت السهم في كبدى *** جرح الأحبة عندى غير ذى ألم
والبيت الأول أسلوبه ضعيف، ومعناه فاسد; فقائلة كلمة ضائعة، والموضع ليس لحديث النفس الذي يصدق ويكذب، وقد عاد إلى هذا المعنى بعد ذلك فأجاد فذلك حيث يقول:
بروحى البانُ يوم رنا *** عن المقدور أعْصَمُه
رَمَى، فاستَهْدَفْتْ كبدى *** بِىَ الرامى وأسهمُه!
وشطر البيت الثانى من البيتين الأولين، ليس في وضعه الطبيعى أيضا.
ويقول في نهج البردة أيضا:
يا رب هبت شعوب من منيتها *** واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه *** تديل من نعم فيه ومن نقم
رأى قضاؤك فيه رأى حكمته *** أكرم بوجهك من قاض ومنتقم
فالطف لأجل رسول العالمين بنا *** ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يا رب أحسنت بدء المسلمين به *** فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
وأسلوب البيت الأول ردىء، فإنه لا يقال: هب فلان من منيته إلا بمجاز سخيف، ومعنى الشطر الثانى تكرير لمعنى الشطر الأول; وكلا هما موت في موت