وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 54/
إلى مصر، قيامُ التقاص بين المصريين والانجليز; ولا ريب أن ذلك كان تطعيما للخطابة، له أثره البين في قوتها وانطلاقها.
فأما الكتابة، فقد ضربت في الثورة والانطلاق بأوفى سهم، واستجدت فيها فنون لم تكن معروفة قبل الثورة; ((فحديث رمضان )) الذي ابتكره فخر الأزهر، وأفحْل كتاب العربية في الشرق، المغفور له عبد العزيز البشرى، في السياسة اليومية، و((في المرآة)) الذي ابتكره في السياسة الأسبوعية، أثران من آثار الثورة، كان لهما في مختلف الصحف، وعند جمهرة الكتاب والمحررين ما جعل الجميع يتأثرونه وينسجون على منواله فيهما، وهيهات!
وذهب الشعر من آثار الثورة بنصيب الأسد; فقد قامت، ونحن ـ معاشر الأزهريين ـ عاكفون على القديم، نقدّس كل ما قدس، ونبهرج كل مابهرج، والدكتور طه حسين، قد أصبح ركما أقوى ركنا من أركان الأدب، وعماداً من عمد الثقافة; وبيننا وبين الدكتور ترة، لأننا أسقطناه في امتحان الأزهر، والأحرار لا ينسون ترانهم وان طال الزمن، والدكتور ـ وان كان صعيدياً ـ لا يريد أن يأخذ بثأره على طريقة أهل الصعيد; بل بطريقة أبرع وأقتل تشفى النفس، ولا تنافي العلم، فابتكر صفحة الأدب في السياسة اليومية، فاجتمع الناس عليها كما يجتمع النمل على كُوّارة النحل، ثم ابتكر حديث الأربعاء، ثم ألقى قنبلة ((الشعر)) الجاهلى; وقد أصاب بهذه الأعمال التى تلقى كلها في ((مكايدة)) الأزهر، وفي خدمة الأدب بما ثقف من بحوث نافعة في انتجاعه أوربة، وفي الدعاية لحزب الأحرار الدستوريين: أصاب آلاف العصافير بحجر واحد!
وان كان القِدْح الذي بقى فوُزه وخلد، هو قدح الأدب بلا ريب.
وكانت أشعار أمير الشعراء شوقى قبل الثورة، يشيع في اَطرافها كثير من