وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 33/
مهما طال عليها الأمد فهما إلى فناء وزوال، وها هي ذى دلائل من الخير تبدو في آفاق الأُمة الإسلامية، وتؤذن بأن شعوبها قد ملت حياة عزيزة كريمة تليق بمجدها السالف، وما لها من غاية شريفة في هذا العالم، وأنها قد أدركت أنْ لا شفاء لها من دائها، ولا نهوض لها من عثارها الا إذا عادت إلى شريعتها، واعتصمت بحبل الله كما أمرها الله، وتخلصت من آثار الخلاف البغيض والعصبية الجاهلة، فائتلفت على الحق قلوب أبنائها، وتعاونت على الخير والبر شعوبها، وبدت أما الطامعين فيها أمة واحدة يشعر قاصيها بما يشعر به دانيها، ولاتترك في صفوفها ثغرة ينفذ منها أعداؤها، وإنا لنرجو أن تكون هذه بوادر خير ونهضة وتباشير فجر جديد لعهد سعيد، وما ذلك على الله بعزيز.
ولقد سرنى ما اتجه إليه زعماء المسلمين وصفوة مفكريهم من الدعوة إلى عقد مؤثمرات للنظر في أحوال الأُمة الإسلامية من جميع نواحيها، والعمل على توحيد كلمتها ومناهج الاصلاح فيها، وجهادها في سبيل حريتها ورفاهية شعوبها، والتخلص من غاصبيها ومستعمرى بلادها. فإن ذلك من أهم ماتعنى به (جماعة التقريب)، وإن المسلمين إذا تعارفوا تكاشفوا، وإذا تكاشفوا تواصفوا علاج أدوائهم، وعلموا أن الفرقة ضعف، وأن الخلاف المثير للأحقاد مَشْغلة ومَضْيعة، وأن حسن الظن شرط في التعاون الصادق، ويؤمئد يعملون على أن يكونوا أمام أعدائهم ومشكلاتهم صفاً واحدا، كشأنهم في صلاتهم واتجاههم نحو قبلهم.
إنى لأرجو التوفيق والنجاح لهذه الدعوات، وأسأل الله تعالى أن يهىء للمسلمين من أمرهم رشدا، وأن يوفق زعماءهم ورجال التوجيه فيهم إلى أن ايماناً له آثاره العملية، بأن صلاح أمتهم إنّما يكون بالعود إلى شريعتهم، والذود عن دينهم، والاعتصام بكتاب ربهم، والتزام هدى نبيهم.
والسلام عليكم ورحمة الله؟