وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 32/
كانوا يومئذ أمة واحدة يؤمنون بالله ورسوله، ولا يؤثرون شيئاً ولا أحداً على الله ورسوله.
كانوا اخوة متصافين متعاونين ليس أمامهم الا هدف واحد، إليه جميعاً يرمون: أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
كان الايمان في قلوبهم حقيقة ثابتة تظهر آثارها في الأقوال والأعمال، لا يقولون الا الحق، ولا يسعون الا في الخير، ولا يأمرون الا بالمعروف، ولا ينهون الا عن المنكر، ولا يحبون الا في الله، ولا يبغضون الا في الله.
كانوا كما وصفهم ربهم ((أشداء على الكفار رحماء بينهم)) .
كانوا محبين للحق، مبغضين للباطل، يكرهون المراء والجدال، ولا يشغلون أنفسهم بما لا فائدة فيه من البحوث المتكلفة، والظنون المتخوفة، والتأويلات المحرفة، فسلمت عقولهم من الشكوك، وبرئت صدورهم من الأوهام، وظل ايمانهم بالله ورسوله قوياً لاتشوبه الشوائب، ولا تداخله الريب.
هكذا كان المسلمون الأولون من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهذا هو سر نجاح الأُمة في أول أمرها، وقوة شوكتها، واتساع رقعتها، وشدة هيبتها، فلما أصيبتت بالتفرق واتباع الهوى، ولم يعد صوت الدين فيها ملء الأسماع والقلوب كما كان، أردكها الضعف والتزلزل، وطمع فيها الأعداء، ورأوا الفرصة سانحة ليأخذوا منها بثأرهم، فجعلوا يسددون لها السهام تلو السهام، وكلما أصيب بسهم من سهامهم ازداد فيها طمعهم، واشتدت في القضاء عليها رغبتهم، وازدادت هي بذلك ضعفا، وازداد أهلها جزعا وهلعا.
ولقد طال عليها الأمد وهى في هذه المحنة، ولو لا قوة بنائها، وسلامة أسسها لهدِّم ذلك البنيان، ولنهارت تلك الأركان، ولكن الله جلت حكمته يريد بذلك تمحيصها، وانه لأرحم من أن يسلمها للذين يبغون اهلا كها وافناءها، ومعاذ الله أن يأس المؤمنين من رَوْح الله، فإن الله يحى الأرض بعد موتها، وان الباطل والفساد