وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 173/
ومهذباً لا تسخر من الناس، وإنّما السخرية مصدرها ((السفه)) أو ((الجهالة)) بالمعنى الذي شرحناه، فسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ينفى عن نفسه أن يكون سفيهاً يسخر من أولئك الذين استفتوه فيما حل بهم وفيما عساهم يفعلون، وتكليف الله رسوله الاعراض عن الجاهلين، إنّما يقصد به الصد عن السفهاء، والا فهل شأن الرسول ألا يعلم جاهلا يريد أن يعلم فيعرض عنه؟ كلا، بل يعرض عن السفهاء الذين كانوا يؤذونه ويؤذون المسلمين.
قلت: ((و تلك الأمثال نضربها للناس)) فهلا ضربتم لنا مثلا نفهم منه الجهل والجهال بالمعنى العام الذي نستبينه إذا درسنا أدب القرآن وأدب اللغة العربية عامة؟
قال: خذ المثل: هنا لك جماعة من الناس يدعون إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية، أي أنهم يرغبون إلى الأُمة الإسلامية في أن تلم شعثها، وترأب صدعها، فتعود سيرتها الاولى، تلك هي دعوة التقريب، ودعوة هذا شأنها لاغر ويعترض سبيلها جماعة من الناس، لعل منهم من تسمونه مثقفاً أو عالماً، وواقع الأمر أن علمه علم شاس بن قيس وصاحبه.
قلت: ومن شاس بن قيس وصاحبه، وما شأنهما.
قال: لقد كان شاس بن قيس شيخاً يهودياً عظيم الكفر شديد الطعن علي المسلمين، فمن ذات يوم على نفر من الاوس والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون، فغاظه ما رأى من ألفتهم وصالح ذات بينهم في الإسلام، بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة، فأمر شاباً من اليهود كان معه فقال اعمد إليهم، واجلس معهم، ثم ذكرهم يوم بعاث، وما كان قبله، وأنشدهم بعض ما تقاولوا فيه من الاشعار - وكان بعاث يوماً اقتتلت فيه الاوس مع الخزرج، وكان الظفر فيه للاوس على الخزرج - ففعل وتكلم فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا إلى أن تنادوا السلاح السلاح، فبلغ ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال ((يا معشر المسلمين. أبدعوى الجاهلية - وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالاسلام، وقطع به عنكم أمر