وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 141/
فهو منها في اسار. ومن اعتد بنفسه، واستقل بقوله وفعله، فهو شكبة الايام وقيودها، ومسافاتها وحدودها.
* * *
دستور اسلامى:
جمعنى مجلس بصاحبين، مصرى وباكستانى. فتحدثنا في وضع دستور الإسلامي وهذا أحد مقاصد المؤتمر الإسلامي الذي اجتمع في كراجى العام الماضى، وهذا الباكستانى من أعضائه، قال الباكستانى: ان علماء باكستان متشددون، يرون أن يكون كل شيء في عصرنا كما كان أيام الخلفاء الراشدين. ومن أجل هذا كان الخلاف بينهم وبين غيرهم، وقال: لابد من اجتماع علماء من بلاد اسلامية مختلفة لينظروا في هذا الشأن. والعلماء في البلاد الاخرى أوسع فكراً وصدراً، فعسى أن يغلبوا علماءنا المتشددين ويفسحوا لنا الطريق.
قلت: ينبغى أن ننظر إلى مقاصد الإسلام، لا إلى ما شرعه علماؤنا أو خلفاؤنا في أعصر غير أعصرنا، فإن فعلنا استع المجال ووجدنا في سعة الإسلام ما يخرجنا من ضيق عقولنا وصدورنا، والامر ليس عسيراً، فكل دستور وضعه المسلمون لمصالحهم لايخالف أصلا من الاصول التى أجمع عليها المسلمون في كل العصور، يسوغ أن يسمى دستوراً اسلامياً، ولا يكلفنا قبول الإسلام اياه الا أن نصله بمقاصد الإسلام، ونبين ما بينها من صلات، وندخله في سعة الإسلام وسماحته وتنفى عنه كل نص يبعده من مقاصد الإسلام، وقد وضع علماؤنا من القواعد مايعترف باختلاف الاحكام باختلاف الازمان والاوطان، وهذا امامنا الشافعى هاجر من الحجاز إلى العراق فمصر. فكتب في مصر مذهبه الجديد، وكثير من مجتهدينا رجعوا عن آراء لهم حيثما انتقلوا من مكان إلى مكان أو حال إلى حال، فإن أراد المسلمون أن يبينوا عن سعة الإسلام ويؤلفوا النافرين ويوحوا الامل إلى اليائسين، فهذه سبلهم، والا أفلت من أيديهم الزمام وخلفتهم وراءها الايام.