وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 303 /
وقالها كفار مكة، ونزل في الوليد بن المغيرة وأبي جهل وغيرهما آيات بينات (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى). (ولا تطع كل حلاف مهين، هماز مشاء بنميم، مناع للخير معتد أثيم، عتل بعد ذلك زنيم، أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين).
وسرى الداء الخبيث إلى بعض المسلمين، فقالوها: هذا ثعلبة بن حاطب يلازم مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، حتى يلقب (حمامة المسجد) ثم يراه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ذات يوم ـ يسرع إلى الخروج من المسجد فينكر عليه فيقول ثعلبة: إني افتقرت ولي ولامرأتي ثوب واحد أجيء به إلى الصلاة، ثم أذهب فأنزعه لتلبسه وتصلي به، فادع الله أن يوسع علي رزقي، فوالذي بعثك بالحق، لئن آتاني الله سبحانه مالاً لأعطين كل ذي حق حقه، فيراجعه النبي، ولكنه يصر، وأخيراً يدعو له فيغتني، فيدخل الشر قلبه، فيترك الصلاة مع النبي ليلا، ثم يترك الصلاة، إلا من جمعة إلى جمعة، ثم يترك الصلاة معه جملة، ويشاء الله أن يفتضح أمره، فيرسل له النبي من يأخذ منه الزكاة فيرفض، ويقول: ما هذه إلا جزية، فينزل الله في شأنه: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون، ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب).
ويكشف القرآن الكريم عن صفة أُخرى من صفات أولئك الذين فاضت عليهم النعمة فبالغوا في الترف، وأسرفوا على أنفسهم ففسدت طبائعهم السليمة، وخارت عزائمهم، وأخلدوا إلى الجانب اللين من الحياة، وسكنوا إلى الدون من العيش، فلا هَم لهم إلا لذة يسعون لتحصيلها، أو شهوة يركضون وراءها فإذا دعا داعي الإصلاح تخلفوا، وكرهوا الكفاح والمجالدة، يقول الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا