وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 254 /
المتناقض الغايات، لأن كل فريق يسعى إلى استغلال البلاد المستضعفة لحسابه، وإلى بسط نفوذه لمصلحته، ليستثمر كل ما حباه الله من خيرات وأرزاق بتلك البلاد.
لذلك تنافس الاستعمار في السيطرة على البلاد الإسلامية والعربية من عهد بعيد وأقام الأسوار والحواجز، حتى لا يتم التواصل والتماسك فيما بينها، وقضى على تعليم أبنائها قضاء مبرما حتى لا يدركوا نور العلم ويستضيئوا به، فيطالبون بحقهم، ويطردونهم من ديارهم، إذ لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ولا يستوي الأعمى والبصير.
ولذلك نرى الأمم الإسلامية خارجة من ظلمات فوقها ظلمات، تكافح وتجاهد بالعدد القليل من رجالها الذين أصابهم حظ وفير من العلم والوطنية، والإخلاص في المباديء، حتى أننا لنرى تلك البلاد الأجنبية، كأنما اتفقت كلها، واتحدت مشاعرها لمقاومة نهضة البلاد الإسلامية، وعدم تمكينها من الوصول إلى حقها، لأنها تعرف أن هذه البلاد كثيرة الخيرات، وفيرة الثمرات، زاخرة بالثروات الزراعية والمعدنية والزيتية مشحونة من فوق أرضها ومن تحتها، وجيدة في مناخها وأنهارها، مما لو انتفعت به البلاد الإسلامية لاستكفت بنفسها، وأصبحت كأنها في جنات عدن، وفي نعيم مقيم.
لهذا إذا حققنا النظر، رأينا أن تلك: الأخوة التي وصفنا قاصرة على النواحي المعنوة والثقافية، وربما السياسية.
ولكن ذلك كله أصبح لا يجدي نفعاً حقيقياً للأمم الإسلامية، ولا يغني فتيلاً إذا لم يتحقق من الناحية العملية الواقعية، لأنه لا تظهر لها شخصية قائمة، ولا يتم لها كيان يحسب حسابه، ولا ذاتية تدل عليها، إلا بالعمل يدعمه العلم، والأجنبي المستعمر لا يعرف غير المقدرة والقوة والتضامن والتماسك أمام حيله، ووسائل استعماره، وما يطلق عليها من مسميات والجوهر واحد.
لهذا يجب على المسلمين أن يتبدروا عواقب أمرهم، وأن يعلموا أنهم إذا لم