وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 252 /
في الشعور وتجاذباً في العواطف، وامتزاجاً في الآراء كأنه أقام بين رجال الأزهر ردحاً طويلاً، فآمنت بأن المؤمن حقاً أخو المؤمن، وأن تأثير كتاب الله في نفوسهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وفي خلال تلك الفترة الطويلة التي انقضت بعد لقاء العالم الصيني التقيت بالكثير من علماء وأدباء من سائر البلاد الإسلامية من أبناء مراكش وتونس والجزاءر والأفغان والهند والباكستان وأندونيسيا وغيرها، ووجدت الشعور المتبادل بين أولئك جميعاً ملموساً ومحسوساً يتجاذبها شعور واحد وتتناجى أرواحهم مناجاة واحدة، وتتآلف قلوبهم على ما فيه رفعة شأن بلادهم، وإعلاء كلمة دينهم، والرغبة في نهضة بلادهم وتبوئها مكاناً علياً، فتجعلك تشعر بأن الأرواح حقاً جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر اختلف.
جاء مصر أخيراً رئيس وزراء إندونيسيا السابق، فرحب به سائر العرب المقيمون بمصر على اختلاف بلادهم، وكان الجميع يخفون لملاقاته بصدور منشرحة وقلوب فرحة ونفوس مخلصة، ويرون أنه يسعى كما يسعى أهل الباكستان ومسلمو العند وغيرهم إلى ما فيه خير المسلمين، والعمل على رفعة شأنهم وسمو مكانتهم، وضروة تعاونهم وتساندهم لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
ولقد أظهر أهل هذه البلاد فعلاً تضامنهم فيما يتعلق بكفاحهم لنيل الحقوق السياسية كاملة لأهل البلاد العربية جميعاً، وأظهرواضرورة تعاضدهم وتكاتفهم وتساندهم أمام هيئة الأمم المتحدة، وأمام مجلس الأمن، ولقد رأينا قيام المفوضيات في البلاد الإسلامية التي استردت استقلالها، ويشعر كل من حل منهم من موظفي تلك المفوضيات في أي بلد أنه يلقى أهلا بأهل وأنه حل بين إخوان يبادلونه نفس شعوره وإحساسه، ويقاسمهم أفراحهم وأتراحهم، ويبثون شكواهم من نكبات الاستعمار وويلاته، وأصبحوا يدركون أنه سبب تخلفهم عن ركب الحضارة، وتأخرهم في مضمار التقدم العلمي وازدهار الصناعة.
ومن عهد بعيد فتحت المعاهد العلمية في مصر أبوابها على مصراعيها لقبول