وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 354/
وسلم قبل هذا التشريع زيد بن حارثة جريا على ما كان معروفا عند العرب من اعتبار التبنى واقراره، فلما جاء القرآن بابطال التبنى أمر الله نبيه أن ينفذ بنفسه تطبيق ذلك التشريع الجديد حتى يكون عند الأمة باعثاً على الامتثال والمسارعة إلى القبول دون تحرج من ترك ما ألفوا.
أثر القدوة العملية في الأمة:
ولا ريب أن القيادة العملية أفعل في النفس ـ وبخاصة بالنسبة للعادات الموروثة المتأصلة ـ من مجرد اعلان التشريع الجديد، وابطال السابق عليه، وهذه طريقة كثيرا ما كان يلجأ إليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانت تستتبع آثارها من اندفاع الناس وراءه في العمل والامتثال، ولوان ولاة الامور في الإسلام اقتفوا هذه السنة المباركة، وتقدموا الأمة في عمل ما يطلبون بالتشريع والكف عما يحذرون بالتشريع لكان لنا شأن غير الشأن، ومكانة غير المكانة، ولكن هكذا قدر، وابتلى المسلمون بقوم يشرعون ويكون تشريعهم للناس في جانب، ووضعهم الشخصي في جانب آخر ومن هنا ضعفت قيمة التشريع في نفوس الناس، ولم توجد لديهم القوة التي تحفزهم على الامتثال والتنفيذ الا بقدر ما يتحللون من طائلة العقاب والزج إلى السجون.
أمر الله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتنفيذ التشريع الجديد، وطلب منه أن يتزوج حليلة مولاه زيد بن حارثة بعد أن طلقها زيد. وجاء ذلك في قوله تعالى من سورة الاحزاب أيضاً ((فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا، ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً)).
بذلك بطل هذا النوع من التبنى وطويت صفحته الجاهلية، وصار في الشريعة الإسلامية مهدراً ومحرما، لا يصح لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله، ولعل من واجب قراء (رسالة الإسلام) علينا أن يعرفوا الحكمة في ابطال هذا