وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 350/
يكون بالارشاد إلى ما هو خير ونافع، والتحذير مما هو شر وفساد. هذا وتربية اليتامى من الشئون التي يجب على أهل الرأي وأولى الأمر في الأمة أن يعنوا بها عناية خاصة حتى لا يكونوا عناصر فساد في الأمة، أو منبت شقاء لها بسريان عدوى فساد الأخلاق منهم إلى من يخالطون من أبناء الأمة، فالعناية بهم عناية بتكوين الأمة، واهمالهم فتح لباب شر مستطير ينزل بالأمة في عزتها وكرامتها، وليس أدل على وجوب العناية بأمر اليتامى في التربية العملية من قوله تعالى: ((وابتلوا اليتامى)) يأمر باختبارهم، وتدريبهم على التصرف والقيام على بعض الشئون لينظر أيحسنون أم يسيئون؟ فإذا أحسنوا وسعت لهم دائرة الاختبار، وإذا أساءوا أرشدوا وعلموا، تأمر الآية باختبارهم على هذا النحو حتى يصلوا إلى درجة الرشد، وتعرف قدرتهم على ضبط الأموال وحسن التصرف، فتسلم أموالهم اليهم ليباشروا شئونها بأنفسهم، ويدخلوا بها في معترك الحياة.
علاقة الوصي باليتيم:
ولما كان الوصي لا يخلو حاله من أن يكون غنياً بماله لا يحتاج في كفافه إلى غيره أو فقيراً لا يملك ما يدفع به حاجته، أرشدهم الله إلى أن الغني ينبغي له أن يترفع عن تناول شيء هو في غنى عنه من مال اليتيم، وأن عليه أن يجاهد نفسه في التحلى بالعفة ليكون عمله في صون اليتيم وحفظ ماله عملا انسانيا فاضلا يبتغى به وجه الله ورضاه، وأباح للوصي الفقير أن يأخذ من مال اليتيم بقدر ما يسد حاجته التي لا ينكرها عليه أصحاب العقول: تقرأ ذلك كله في قوله تعالى: ((وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح، فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم أموالهم ولا تأكلوا اسرافا وبدارا أن يكبروا، ومن كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم اليهم أموالهم فأشهدوا عليهم، وكفى بالله حسبيا)).