وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 346/
أولادكم، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله … الخ. وذلك يدل على مقدار العناية الالهية باليتيم وشأنه، ويوحى بأن الاعتداء عليه هو عند الله في مستوى ارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وكما ظهرت العناية باليتيم في المكي هكذا ظهرت في المدنى في صور شتى، ومن ذلك قوله تعالى في سورة البقرة: ((ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم ان الله عزيز حكيم)).
تأثرت نفوس القوم بالوصايا المكية، وصاروا من أمر اليتيم في حرج وضيق. ماذا يفعلون؟ أيتركون القيام عليه فيفسد أمره ويضيع ماله، أم يقومون عليه ويعزلونه عن أبنائهم في مأكله ومشربه فيشعر بالذلة والمسكنة، توجهت النفوس إلى طريق ينقذهم من هذه الحيرة ويحفظ لليتيم عزته، ويقيهم شر الاعتداء عليه، فقيل لهم: اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح)).
ثم تجيء سورتنا هذه فتظهر فيها العناية باليتيم ظهوراً واضحاً عاماً، فتأمر بالمحافظة على أموال اليتامى، وتحذر من دفع أموالهم اليهم، وتحث على القيام بحقوقهم، وتأمر بابتلائهم واختبارهم في المعاملات، وترشد إلى الوقت أو الحال التي تسلم فيه أموالهم اليهم، والى ما ينبغي أن يتخذ حين ذلك التسليم.
ثم تختم بالتحذير الشديد من اهمال شأن اليتامى وأكل أموالهم، وتذكر الوعيد في ذلك. تقرأ ذلك كله من قوله تعالى: ((وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم انه كان حوباً كبيراً…)) الآية الثانية إلى قوله تعالى: ((ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيراً)) الآية العاشرة.
وقد مهدت السورة لهذه الأحكام في آيتها الأولى، فطلبت تقوى الله، وتقوى الرحم، وأشعرت الناس أنهم جميعاً خلقوا من نفس واحدة، أي فاليتيم وان كان