وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 283/
مبادئه وأصوله، فإذا اطلع عليها أحد من الناس، حكم على الحاضرين المعاصرين بأحكام هذه الكتب على آبائهم وشيوخهم ومفكريهم، دون أن يلاحظ التطور الذي حدث أو أن يسائل نفسه: هل ظلت هذه البلاد أو هذه الطوائف على قديمها، فلم تتحرر منه ولو بعض التحرر، ولم تزد فيه أو تنقص أو تعدل؟
ثم إننا نجد الطائفة الواحدة تتنوع إلى طوائف، وتفترق إلى فرق، فأهل السنة مثلا أشاعرة وما تريدية، وعلماؤهم في كل فرقة من هاتين قد يختلفون فيما بينهم، وقد يشذ بعضهم عن رأي الآخرين في مسألة ما، وقد يعتنق في خصوص قضية من القضايا رأيا يماثل رأي الذي يخالفون هذا المذهب. وقل مثل ذلك عن الشيعة، فإن لفظ " الشيعة " قد حمِّل على مرور الزمان واختلاف المواطن والسياسات دلالات مختلفة ينطوي تحتها الإمامية والزيدية، كما ينطوي تحتها القرامطة والباطنية والاسماعيلية وغيرها مما تكفلت بذكره كتب الفرق. فإذا أخذنا أي موضوع من الموضوعات الكلامية، بالفكرة العامة عن الشيعيين أو السنيين، ولم تحدد أي فرقة من فرق هؤلاء أو أولئك نريد، فإننا نقع في الخطأ ونسند إلى فريق مقالات الفريق الآخر ولعلنا نأتي الى بعض الفرق الميتة التي انقرضت وذهب أربابها فنحكم بها على الفرق الحية الحاضرة التي لا تشارك الميتة إلا في الاسم العام، بينما تخالفها في كثير من الأصول والتفاصيل، وقد نأخذ بقول عالم من علمائها شط فيه أو انحرف أو ضل السبيل فنحكم به على الطائفة كلها ونقول: (إذا كان فيهم من يقول كذا كذا فانهم ولا شك قوم ضالون) دون أن نحقق هل القائل بهذا القول يمثل فكرة القوم أجمعين أولا يمثلها، وهل قبل قوله، واعتنق رايه عند طائفته أو رد عليه ؟
ثم إننا نجد الطوائف تنقسم إلى خاصة مفكرة، وعامة مقلدة أو متعصبة، وقد يرى الخاصة من ارباب مذهب آراء معقولة ربما يوافق عليها الخاصة من أرباب المذاهب الأخرى ولا يخالفون فيها، بينما نرى العامة من أهل هذا المذهب نفسه يؤمنون بفكرة معينة، ولا يقبلون فيها نقاشا ولا جدالا، ويتوراثها