وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 226/
وصاحبه قد يُحكِّم فيه مجرد الأستبعاد لما يؤديه الكلام من المعنى الظاهر، وكثيرا ما يقصده بعض الباحثين دفعا لما يثيره خصوم القرآن على القرآن، ويدخل في هذا القسم تأويل إحياء الموتى المنسوب لعيسى بالاحياء الروحي، وحمل النمل في قصة سليمان على أنه قبيلة ضعيفة. وتأويل الكواكب في قصة إبراهيم بأنها جواهر نوارانية نورها عقلي لا حسي. وما نقله البيضاوي عن بعض الصوفية في معنى المائدة التي أنزلها الله حيث يقول " وعن بعض الصوفية: المائدة ههنا عبارة عن حقائق المعارف فإنها غذاء الروح كما أن الأطعمة غذاء البدن، وعلى هذا فلعل الحال أنهم رغبوا في حقائق لم يستعدوا للوقوف عليها فقال لهم عيسى: إن كنتم حصلتم الإيمان فاستعمِلوا التقوى حتى تتمكنوا من الاطلاع عليها، فلم يكفوا عن السؤال وألحوا فيه فسأل لأجل اقتراحهم، فبين الله تعالى أن إنزاله اياها سهل ولكنْ فيه خطر وخوف عاقبة، فإن السالك إذا انكشف له ما هو أعلى من مقامه لعله لا يحتمله ولا يستقر به فيضل به ضلالاً بعيداً ".
وهذا المنهج هو من طريقة التأويل التي أسسها الباطنية في القرآن الكريم وصرفوه بها عن دلالته العربية، وفيه احتفاظ بمدلولٍ للكلام وواقع يدل عليه ولكنه صرف للفظ عن معناه الوضعي إلى هذا المعنى الواقعي الذي زعمه المؤول مدلولا للكلام.
والرأي في هذه الطريقة أنه يجب أن يطبق عليها قانون التأويل الذي يتلخص في أنه إذا كان التأويل لا يقضي على أصل ديني ولا يمس عقيدة ثابتة، وهو في الوقت نفسه يحتفظ للعبارة القرآنية بواقع تعبر عنه تعبيراً صادقاً، وكانت اللغة تسمح به، فإنه يكون مقبولا من الوجهتين الدينية واللغوية، وإذا لم تسمح به اللغة فهو مرفوض من هذه الجهة، صادر عن جهل من صاحبه بقانون التأويل ومرفوض ايضا من جهة ما يلزمه من الحكم بصدور التلبيس من الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، أما إذا كان يقضي على أصل ديني أو يمس عقيدة فإنه يكون مرفوضا أيضا من الوجهة الدينية.