وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(131)ـ
بوصفه حكما لله بل إنّما يجعل الحكم ويشرعه من عند نفسه بوصفه مفوضاً بذلك من قبل الله تبارك وتعالى ويجب على الناس طاعته فيه، وكم فرق بين الأمرين: فالأول عبارة عن الفتوى بحكم الله تبارك وتعالى، والثاني عبارة عن الحكم الصادر بالولاية.
وهكذا يظهر أن فكرة منطقة الفراغ في التشريع الإسلامي تختلف اختلافاًَ جوهرياً عن فكرة عوز النص كما أن طريقة العلاج في كل منهما تختلف عن الآخر.
وبمجموع ما ذكرنا ظهر أن الولاية على ملء منطقة الفراغ بالأحكام المناسبة وفق الظروف والأحوال منصب الهي فوضه الله تبارك وتعالى لولي الأمر الشرعي في كل زمان ومكان، ضمن الموازين والضوابط التي أشرنا إليها، وهو يختلف عن منصب الإفتاء الذي هو لكل الفقهاء والمجتهدين.

منطقة الفراغ في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله)
ولا شك في أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان يمارس الولاية على ملء منطقة الفراغ بالنحو المناسب للظروف والحالات التي كانت تمر بالأمة الإسلاميّة في عصره، لان العصر الذي عاش فيه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) شأنه كشأن باقي العصور والأزمان التي لا يمكن أن تخلو عن المصالح الطارئة التي تستدعي وضع الحكم المناسب لها من قبل ولي الأمر بوصفه ولياً وحاكماً منصوباً من قبل الله تبارك وتعالى، لا بوصفه مبلغاً للأحكام الشرعية الإلهية. فإنه (صلى الله عليه وآله) إضافة إلى منصب تبليغ الرسالة كان يملك منصب الحكم والولاية من قبل الله تبارك وتعالى وجاء الأمر بوجوب طاعته بوجه مستقل في القرآن الكريم بالإضافة إلى دخوله تحت عنوان (أولي الأمر) حيث قال سبحانه وتعالى [..أطعيوا الله وأطيعوا