وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ـ(109)ـ
للسلاح النووي المدمر، إلاّ أن هذا السلاح (حُيّد) وبات عبأ على روسيا بدلاً من أن يكون مصدر قوة، إذ إنّ القوة الاقتصادية والتطور التكنولوجي والمهارة في الإدارة باتت المعايير التي تحدد مسار الحياة المعاصرة.
وإضافة إلى ما أسلفنا أعلاه، تبقى حقيقة أخرى: أن الهيمنة والسلام الأميركي مستمران إلى أمد غير قصير، إذ لا يبدو أنّ ثمة منافساً حقيقياً ظاهراً في الأفق على الساحة الدولية. فلا أوروبا الموحدة اقتصادياً قادرة على منازلة العملاق الأميركي، ولا اليابان تستطيع تحدي الجبار الأميركي، ولا الصين في موقع يسمح لها بمجابهة قوة الولايات المتحدة. أذن، فالولايات المتحدة باقية معنا كمرجعية دولية نهائية إلى أمد طويل خدمة لمصالحها الحيوية والعليا، وبدرجة أقل، خدمة لمصالح حلفائها، الأمم المتحدة (أمل البشرية بالسلام والاستقرار، وأمل الشعوب الضعيفة والفقيرة والصغيرة) باتت العوبة وأداة طيعة لخدمة مصالح قومية لدولة عظمى واحدة، وليست لخدمة البشرية والعدالة الدولية والاجتماعية والسلام العالمي.
أما أخطر مظاهر النظام الدولي القائم فهو استعمال البعد الثقافي بجانب البعد السياسي والعسكري والاقتصادي، لتعميق وتعزيز الهيمنة الشاملة في العالم. أن نشر الثقافة الأميركية الغربية يشكل السلاح الأخطر لأنه يتخطى النواحي المادية والاجتماعية ليطال مجال القيم والمفاهيم الأخلاقية والروحية. إنّ نشر طريقة الحياة الغربية على أنها الطريقة المثالية شأن في غاية الخطورة على التراث والقيم. ومما يزيد في خطورة (الاستعمار الثقافي) أن الولايات المتحدة وأوروبا تملكان أفضل وأكثر وسائل الأعلام والإعلان تطوراً. وهي الوسائل الفاعلية للوصول إلى العقول والقلوب. ومما يجعل الاستعمار الثقافي ذا خطورة، خاصة أن شعوب الأرض خارج نطاق الغرب هي شعوب مستهلكة في شأن ثمار الفكر والروح، إذ