@ 71 @ .
( ( ومهم من صنف على الأبواب وعلى المسانيد معاً كأبي بكر بن أبي شيبة ) ) . .
( ( ولما رأى البخاري هذه التصانيف ورواها ، وجدها جامعة للصحيح والحسن ، والكثير منها يشمله التضعيف ، فحرك همته لجمع الحديث الصحيح ، وقوى همته لذلك ما سمعه من أستاذه الإمام إسحق بن راهويه حيث قال لمن عنده والبخاري فيهم : ( ( لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول الله ) ) قال البخاري : ( ( فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح ) ) انتهى . .
قال السيوطي : ( ( وهؤلاء المذكورون ، في أول من جمع ، كلهم من أثناء المئة الثانية ، وأما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المئة في خلافة عمر بن عبد العزيز ) ) . وأفاد الحافظ في الفتح أيضاً : أن أول من دون الحديث ابن شهاب بأمر عمر بن عبد العزيز كما رواه أبو نعيم من طريق محمد بن الحسن عن مالك ، قال : ( ( أول من دون العلم ابن شهاب - يعني الزهري - ) ) وأخرج الهروي في ذم الكلام من طريق يحيى بن سعيد ، عن عبد الله ابن دينار قال : ( ( لم يكن الصحابة ولا التابعون يكتبون الأحاديث ، إنما كانوا يؤدونها لفظاً ، ويأخذونها حفظاً ، إلا كتاب الصدقات ، والشيء اليسير الذي يقف عليه الباحث بعد الاستقصاء ، حتى خيف عليه الدروس ، وأسرع في العلماء الموت ، أمر عمر بن عبد العزيز أبا بكر الحزمى فيما كتب إليه أن : انظر ما كان من سنة أو حديث فاكتبه ) ) . .
وقال مالك في الموطأ ، رواية محمد بن الحسن : ( ( أخبرنا يحيى بن سعيد ، أن عمر بن عبد العزيز ، كتب إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم أن : ( ( انظر ما كان من حديث رسول الله أو سنة أو حديث أو نحو هذا ، فاكتبه لي ، فإني خفت دروس العلم ، وذهاب العلماء ) ) . علقه البخاري في صحيحه ، وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان بلفظ : كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق : ( ( انظروا حديث رسول الله فاجمعوه ) ) . .
وروى عبد الرزاق عن ابن وهب ، سمعت مالكا يقول : ( ( كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن والفقه ، ويكتب إلى المدينة يسألهم عما مضى ، وأن