@ 62 @ .
وفي التدريب : ( ( يقال أثرت الحديث : بمعنى رويته ، ويسمى المحدث أثرياً نسبة للأثر ) ) . وفي الإمام تقي الدين بن تيميه في بعض فتاويه : ( ( الحديث النبوي : هو عند الإطلاق ينصرف إلى ما حدث به عنه بعد النبوة ، من قوله ، وفعله ، وإقراءه ، فإن سنته ثبتت من هذه الوجوه الثلاثة ، فما قاله ، إن كان خبراً ن وجب تصديقه به ، وإن كان تشريعاً : دلت على أنهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل ، فلا يكون خبرهم إلا حقاً ، وهذا معنى النبوة ، وهو يتضمن أن الله ينبئه بالغيب ، وأنه ينبى الناس بالغيب ، والرسول مأمور بدعوة الخلق وتبليغهم رسالات ربه ) ) . وقد روى أن عبد الله بن عمرو كان يكتب ما يسمع من النبي فقال له بعض الناس : ( ( إن رسول الله يتكلم في الغضب فلا تكتب كل ما تسمع ) ) فسأل النبي عن ذلك ، فقال : ( ( اكتب ! فوالذي نفسي بيده ، ما خرج من بينهما إلا حق ) ) يعني شفتيه الكريمتين . وقد ثبت عن أبي هريرة أنه قال : ( ( لم يكن أحد من أصحاب رسول الله أحفظ مني إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ، ويعى بقلبه ، وكنت أعى بقلبي ولا أكتب بيدى ) ) . وكان عند آل عبد الله بن عمر بن العاص نسخة كتبها عن النبي ، وبهذا طعن بعض الناس في حديث عمرو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص - وقالوا : ( ( إن عنى جده الأدنى محمداً فهو مرسل ، فإنه لم يدرك النبي ، وإن عنى جده الأعلى ، فهو منقطع ، فإن شعيباً لم يدركه ) . وأما أئمة الإسلام ، وجمهور العلماء ، فيحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، إذا صح النقل إليه ، مثل مالك بن أنسن وسفيان بن عيينة ، ونحوهما ، ومثل الشافعي وأحمد بن حنبل ، وأسحق بن راهويه ، وغيرهم . قالوا : ( ( الجد هو عبد الله