@ 60 @ .
10 - أبادي المحدثين البيضاء على الأمة وشكر مساعبهم .
يقول جامعة الفقير : .
من أين للبليغ أن يحصى أيادي المحدثين ، وهم الذين عشقوا الهدى النبوي دون العالمين ، فتتبعوه ممن بدا وحضر ، وكابدوا لأخذه أهوال السفر ! فكم جابوا صحاري تتلظى يلظى الرمضاء ، وقطعوا عن العمران فيافي تستدعى اليأس وتروع الأحشاء ! فحفظوا ووعوا ، ولعهد النفر للتفقه في الدين رعوا ، ودفعوا عن الدين صنع الوضاعين ، وانتحال المفترين ، وذبوا الكذب عن كلام الرسول الصادق ، بما مهدوه من تحرى كل راو موافق ، فدونوا ما سمعوه بالسند فراراً عن الرمى باتباع الأهواء ، وتحكيم الآراء ، فاستبرأوا لدينهم بجليل هذا الاحتياط ودربوا الأمة على التثبت في توثيق عرى الارتباط ! رحماك اللهمّ فالاعتراف بآثرهم الحسنة أمر واجب ، وشكر فضلهم لا يقص عنه إلا من هو عن الاتباع ناكب . أفليست دواوينهم بعد القرآن دائم الإسلام التي قامت عليها صروحه ، وأعضاد الدين التي بأن منها صريحه ؟ لا جرم لولا أخذهم بناصية ما دونوه من صحيح السنة ، لا نثالت على الناس جراثيم الأباطيل المستكنة ، التي رزى بها الدين ، في عصر الوضاعين المنافقين ، الذين دخلوا في دين الله للتشويش ، فرد الله كيدهم بتنقيب المحدثين من خرافاتهم ودأبهم في التفتيش ، حتى أشرقت شموس صحاح الأخبار ، وانبعثت أشعتها في الأقطار ، وتمزقت عن البصائر حجب الجهالة ، وأغشية الضلالة ، فرحم الله تلك الأنفس التي نهضت لتأييد الدين ، ورضى عمن أحيى آثارهم من اللاحقين . آمين .