@ 183 @ ليسوا من المحدثين ، ولا أسندوا الحديث إلى أحد من المخرجين ) ) . 1 ه .
وقال السيوطي في مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ، على حديث ( ( نهى أن يمتشط أحدنا كل يوم . . . ) ) : فإن قلت : ( ( إنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين ، قلت ، لم أقف على هذا بإسناد ، ولم أر من ذكره إلا الغزالي في الإحياء ؛ ولا يخفي ما فيه من الأحاديث التي لا أصل لها ) ) . 1 ه .
وظاهر أنهم لم يوردوا ما أوردوا مع العلم يكونه موضوعاً ، بل ظنوه مرويا . ونقد الآثار من وظيفة حملة الأخبار ، إذ لكل مقام مقال ، ولكل فن رجال . .
14 - الرد على من يزعم تصحيح بعض الأحاديث بالكشف بأن مدار الصحة على السند .
في فتاوى العلامة الشيخ عليش رحمه الله ما مثاله : ( ( وسئل عن حديث يس لما قرئت له ) ) هل هو صحيح ، وما يترتب على من شنع على من أنكر صحته ، أفيدوا الجواب ؛ فأجاب بما نصه : ( ( الحمد لله ؛ نص الحافظ السخاوي في كتابه ( ( المقاصد الحسنة ، في الأحاديث المشتهرة على الألسنة ) ) على أن هذا الحديث لا أصل له ، وكذلك سيدي محمد الزرقاني في مختصره ، ويترتب على هذا المشنع المذكور ، الأدب الشديد ، لتجرئه على التكلم بغير علم ، والظاهر من حال هذا الرجل أنه جاهل جاف غليظ الطبع ، لم يخالط أحداً من أهل العلم ، ومثل هذا يخشى عليه مقت الله تعالى لخوضه في الأحاديث بغير معرفة ، إذ من له معرفة لا ينكر المنصوص ، وشدة الجهل وضعف العقل وعدم الديانة توجب أكثر من ذلك والله أعلم . ) ) .
وكتب على هذا السؤال أيضاً الشيخ إبراهيم السقاء ، خطيب الأزهر ما نصه : ( ( الحمد لله ؛ قرر الشعراني في كتابه البدر المنير ، نقلاً عن الحافظ السخاوي ، أن الحديث بهذا اللفظ لا أصل له . ثم قال : وهو عند جماعة الشيخ إسمعيل اليمني قطعي ) ) انتهى . .
فهذا مما اختلف فيه الناس ، فلا يليق أن يرد على من أنكر صحته ، فإن السخاوي أنكرها ، ولا يليق أن يرد على من قرره ، فإن بعض الناس قد قرره كما سمعته عن