@ 49 @ .
وتعدد طرقه يقضي بحسنه كما جزم به العلائى . وفيه تخصيص حملة السنة بهذه المنقبة العلية ، وتعظيم لهذه الأمة المحمدية ، وبيان لجلالة قدر المحدثين ، وعلو مرتبتهم في العالمين ، لأنهم يحمون مشارع الشريعة ومتون الراويات من تحريف الغالين ، وتأويل الجاهلين ، بنقل النصوص المحكمة لرد المتشابه إليها . .
وقال النووي رحمه الله تعالى في أول تهذيبه : ( ( هذا إخبار منه بصيانة هذا العلم وحفظه ، وعدالة ناقليه . وإن الله يوفق له في كل عصر خلفا من العدول ، يحمونه وينفون عنه التحريف ، فلا يصنع ) ) . وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر . وهكذا وقع ولله الحمد ، وهو من أعلام النبوة ، ولا يضر كون بعض الفساق يعرف شيئاً من علم الحديث ، إنما هو إخبار بأن العدول يحملونه ، لا أن غيرهم لا يعرف شيئاً منه . .
ومن شرف علم الحديث ، ما رويناه من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( ( إن أولي الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة ) ) . قال الترمذي : ( ( حسن غريب ) ) وقال ابن حبان في صحيحه : ( ( في هذا الحديث بيان صحيح على أن أولى الناس برسول الله في القيامة أصحاب الحديث ، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه منهم ) ) . .
وقال أبو نعيم : هذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها ؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله أكثر ما يعرف لهذه العصابة ) ) . .
وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول : لولا أهل المحابر ، لخطبت الزنادقة على المنابر ) ) . .
وقال أيضاً : ( ( أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم ) ) . .
وقال أيضاً : ( ( إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأيت أحداً من أصحاب رسول الله ) ) . .
وكان أحمد بن سريج يقول : ( ( أهل الحديث أعظم درجة من الفقهاء ، لاعتنائهم بضبط الأصول ) ) .