@ 126 @ من الكتب وخطه مرغوب فيه لضبطه وحسنه وسافر إلى الروم في سنة سبع وأربعين وألف ولازم من نقيب الدولة السيد محمد بن السيد برهان الدين المعروف بشيخي وولاة نقابة الشام عن أخيه الأكبر السيد كمال الدين وعاد إلى دمشق وأقام بمنزله في مهابة وإنكفاف عن مخالطة الأمور وبعد مدة عزل عن النقابة وأعيدت إلى أخيه المذكور ثم وليها عنه مرة ثانية وصار نائبا بمحكمة الباب في زمن قاضي القضاة المولى مصطفى المعروف بابن مرطلوس واستمر نائبا مدته كلها وانتظم حاله بعد إختلال ثم عزل عن النقابة وأعيد إليها مرتين وكذلك للنيابة ودرس بالمدرسة الحافظية بصالحية دمشق وكانت ولادته في سنة تسع وألف وتوفي في ثالث ذي الحجة سنة سبع وستين وألف ودفن بمقبرة باب الصغير رحمه الله تعالى .
الشيخ حنيف الدين بن عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد العمري الحنفي المكي المفتي الحنفية بالديار الحجازية والمدينة وابن مفتيها العالم العلم الفقيه الباهر كان عالما دينا عفيفا ملازما للعبادة وكان يصوم رجب وشعبان والأيام البيض وأخذ عن والده وعبد العزيز الزمزمي وأبي العباس المقري والشيخ عبد الرحمن الخياري والشيخ خالد المالكي وغيرهم وولى بعد موت والده خطابة الجمعة بالمسجد الحرام والتدريس خلف مقام الحنفية وتدريس مدرسة محمد باشا وغير ذلك ثم ولي الإفتاء السلطاني بالديار الحجازية في سنة أربع وأربعين وألف وانتفع به خلق كثيرون منهم ولده عبد الرحمن والشيخ أحمد أوليا وأولاد عمه أحمد وهم عيسى ومرشد وإمام الدين ومصدر الدين وقاسم سنجق دار وأحمد المنلا وصنف عدة كتب منها شرح مناسك الوسيط للمنلا على مذهب الحنفي وشرح على المنسك الصغير للملا أيضا وكتاب سماه بغيه السالك الناسك فيما يتعلق بآداب السفر وأدعية المناسك وشفاء الصدر ببيان ليلة القدر والقول المفيد ببيان فضل الجمعة اليوم المزيد والقول المحقق في بيان التدبير المطلق والمقيد والمعلق ورسالة في استبدال الوقف سماها السيف الشهير على من جوز استبدال الوقف بالدراهم والدنانير وله نظم مستعذب وترجمه ابن معصوم فقال في حقه فاضل نبيه قام مقام أبيه فتقلد منصب الفتيا بعده واجتلى في مطالع الإقبال سعده فجلى بسناه الظلم ومن يشابه أبه فما ظلم | % ( شبيه أبيه خلقة وخليقة % كما حذيت يوماً على أختها النعل ) % | وبلغني أنه كان ينكر على أبيه عشرة قضايا من فتاويه ثبت لديه بصلانها ولم ينص